تقارير « البيان»

العرب مع لبنان.. فهل سياسيوه مع بلدهم؟

اللبنانيون لجأوا إلى الشارع ضد الطبقة السياسية | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لبنان يغرق في أزمة مركّبة؛ سياسية ومعيشية، تضع البلاد والعباد على حافة الكارثة، حتى لا نقول قلب الكارثة، الأمر الذي يدفع اللبنانيين للخروج المتكرر إلى الشارع الذي تفيد شعاراته بأن المسؤولين اللبنانيين لا يملكون ترف الانتظار، في وقت باتت الخيارات محدودة، وأمامهم بالتالي فرصة التقاط الموقف العربي الذي يؤكد بأنّ اللبنانيين غير متروكين من أشقائهم العرب ولا من أصدقائهم، وأن على لبنان أن يعود إلى مظلته العربية والدولية والعمل لاستعادة الثقة الخارجية به عبر إجراءات إصلاحية جذرية، الأمر الذي نادت به جامعة الدول العربية قبل بضعة أيام.

كثير من اللبنانيين يقولون إن جوهر الأزمة في لبنان يكمن بنظام المحاصصة الطائفية، إذ إن تشكيل الحكومة متعثّر منذ 22 أكتوبر الماضي، بسبب أداء قبلي كل واحد فيه يريد حصّة قبيلته ومصلحتها قبل مصلحة البلد، كما قال المطران الياس عودة.

الموقف العربي حريص على إنهاء «الانسداد السياسي» في لبنان، والجامعة العربية والعديد من أعضائها، عرضت التدخل للمساعدة. والجامعة أكدت أنها مستعدة «للقيام بأي شيء يطلب منها لرأب الصدع الحالي»، قبل انزلاق البلاد نحو وضع شديد التأزم.

حركة السفراء

مصادر دبلوماسية أكدت أن حركة بعض السفراء العرب في بيروت في الفترة الأخيرة صَبّت كلها في إطار توجيه رسالة إلى السياسيين في لبنان بأن يغلّبوا مصلحة بلدهم على أي مصالح أخرى. وقالت إن الموقف السعودي، على سبيل المثال، واضح لناحية تأكيد الحرص على لبنان ومساعدته في حال استعاد التوازن في أدائه السياسي والإصلاحي، بما ينسجم مع المصلحة اللبنانية والمصلحة العربية القومية.

السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري أكد، في تصريح صحافي عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون الثلاثاء الماضي، وقوف المملكة مع الشعب اللبناني، لكنه شدد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع إليه اللبنانيون. ودعا، جميع الفرقاء السياسيين في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية من منطلق الحاجة الملحة للشروع الفوري بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي في لبنان.

الكويت كذلك، وعبر سفيرها في بيروت، أكدت حرصها على دعم لبنان وتقديم المساعدات له، وذلك خلال استقبال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى للسفير الكويتي عبد العال القناعي الذي أكد خلال اللقاء «حرص دولة الكويت على دعم المجتمع اللبناني وتقديم مساعدات إضافية إلى اللبنانيين من خلال المؤسسات الرسمية والأهلية».

موقف مصري

مصر أيضاً، تضع لبنان منذ عشرات السنين دائماً، ضمن اهتمامها، وكانت دائماً راعية لاتفاقات حفظ السلم الأهلي في لبنان، ولم تترك لبنان وحيداً في مواجهة أزماته. وهذا ما عبر عنه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق محمد عبدالحكم، حين أكد الأسبوع الماضي موقف مصر الثابت تجاه لبنان. وقال إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يحشد الدعم الشعبي الدولي لمساعدة لبنان من أجل خروجه من أزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما طلب السيسي من القادة اللبنانيين إعلاء المصلحة الوطنية وإنهاء الخلافات للإسراع في تشكيل الحكومة.

وهكذا، فإن العرب، مجتمعين وفرادى، يقفون إلى جانب لبنان ولا يتخلّون عنه في أي ظرف، يبقى أن يقف اللبنانيون مع أنفسهم وبلدهم، كيما يصار إلى الخروج من عنق الزجاجة بأقل الخسائر.

Email