فتح السفارات... أوروبا تنهي العزلة وتفتح صفحة ليبيا الجديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش، على ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا في أسرع وقت.

وقالت أثناء مؤتمر صحفي عقدته بالاشتراك مع وزراء خارجية ألمانيا وإيطاليا وفرنسا خلال زيارتهم إلى طرابلس، إنه تم الاتفاق مع الوزراء الثلاثة على إعادة فتح سفارات بلدانهم في ليبيا، لافتة إلى أن هذه الزيارة تظهر دعماً للحكومة الوطنية والمجلس الرئاسي.

وبينت وزيرة الخارجية الليبية أن «استقرار ليبيا إقليمياً ينعكس بشكل إيجابي على أوروبا»، وأكدت أن «مبدأ السيادة الوطنية أساس غير قابل للتفاوض في استراتيجية الخارجية الليبية لحكومة الوحدة الوطنية»، مشيرة إلى «ضرورة خروج كافة المرتزقة من أراضي الوطن وفوراً».. 

وأبرزت المنقوش أنها تباحثت مع وزراء الخارجية على ضرورة الإسراع بعودة نشاط السفارات والقنصليات في كافة أرجاء ليبيا وتسهيل إجراء التأشيرات من داخل ليبيا وليس خارجها، وأن نقاشاً معهم تمحور حول مبدأ تفعيل وإعادة بناء الثقة في الحراك الاقتصادي على جميع المستويات الحكومية والخاصة لدفع عجلة النماء والازدهار في ليبيا.

وبدوره، شدد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المحدد نهاية العام الجاري، لافتاً إلى ضرورة فتح الطريق الساحلي بين شرق وغرب البلاد لإتاحة انسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يدعم الانتقال السلس للسلطة في ليبيا.

وقال لورديان خلال المؤتمر الصحفي: «تأتي هذه الزيارة بعد انتخاب رئيس حكومة ليبية جديدة وحصولها على الثقة. هذه مرحلة مهمة للبلاد ويجب أن تسمح لليبيا باستعادة استقرارها وسيادتها»، واستطرد: «بعثنا برسالة بسيطة مفادها أن الاتحاد الأوروبي إلى جانب الحكومة الجديدة، لمساعدتها على بدء الانتقال الإيجابي الذي ينتظره الشعب الليبي، وهذا يعني أنه على الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر أن تجرى بموعدها، ونحن مستعدون لتقديم المساعدة». وأضاف: «أثبت عبر وجودي هنا في ليبيا مع نظيري الألماني والإيطالي، أن الاتحاد الأوروبي موحد فيما يتعلق بالملف الليبي، وهذه الوحدة ضرورية لأن ليبيا من الدول القريبة لنا».

وتابع وزير الخارجية الفرنسي قائلاً: «علينا أن نلتفت لتداعيات الأزمة في ليبيا على أوروبا، بما في ذلك الهجرة غير الشرعية والإرهاب. كما أن استقرار ليبيا مهم لاستقرار شمال إفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة الساحل». 

بصيص أمل

من جهته أبرز وزير خارجية ألمانيا، هايكو ماس أن التطورات الجارية في ليبيا، تعد بصيص أمل في السياسة الخارجية، مشيراً إلى أنه لا يزال هناك الكثير يجب القيام به للوصول إلى الاستقرار والسلام الدائم في البلاد. 

وأضاف ماس إن «الهدف من الزيارة المشتركة مع نظيريه الفرنسي والألماني هو إظهار الدعم للخطوات المقبلة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية»، 

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، أن الاتحاد الأوروبي يساند مسار الاستقرار في ليبيا على طريق السلام، وقال خلال المؤتمر الصحفي: «سنواصل التزامنا بمراقبة وقف إطلاق النار وحظر التسليح في ليبيا»، مؤكداً دعم الاتحاد الأوروبي لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا.

وأبرز دي مايو أن التعاون مع ليبيا سيتواصل لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، كما أعرب عن ارتياح بلاده لإعادة فتح تصدير النفط الليبي وتبني أجندة حكومة الوحدة للأمور العاجلة لليبيين.

 

عودة الانسجام

ومثلت زيارة وزراء الخارجية الفرنسي والألماني والإيطالي مجتمعين إلى طرابلس، ووصولهم إليها على متن طائرة واحدة، إعلاناً عن عودة الانسجام التام بين أعضاء الاتحاد الأوروبي حول مواقفهم من الأزمة الليبية، بعد الخلافات التي سبق وأن نشبت بين روما وباريس بهذا الخصوص، حيث أكدوا دعمهم للحل السياسي وخارطة الطريق المعلنة من قبل ملتقى الحوار السياسي والأمم المتحدة وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة ديسمبر القادم.

Email