اليمن.. الحوثيون يضيّقون العيش على المدنيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد ست سنوات من الحرب لم يترك الحوثيون من خيارات أمام اليمنيين للعيش بكرامة، والفرار من كارثة مجاعة محققة، بسبب إصرار هذه الميليشيا على إخضاعهم للمشروع الذي تنفذه، بهدف جعل هذا البلد مرتكزاً لمشروع هيمنة إقليمية وأداة لاستهداف الاستقرار في المنطقة العربية.

ومع تحذير الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة إذا ما استمر القتال واقتراحها جملة من التدابير الاقتصادية والإنسانية للتخفيف من الآثار المترتبة على الأوضاع المعيشية للسكان اختارت ميليشيا الحوثي التصعيد الميداني والرفض لكل المقترحات، ووضع نحو ثلاثين مليون يمني كرهائن يواجهون خطر المجاعة إذا لم يقبل اليمنيون والعالم أن يحكم هذا البلد جماعة مغامرة ضمن أجندة إقليمية معلومة الأهداف.

 تحذير


ديفيد جريسلي، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جدد تحذيره من الوضع المعيشي للسكان في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، وقال «إن الخسائر التي خلفتها أكثر من ست سنوات من الصراع مدمرة». وإن الناس تحتاج إلى مساعدات عاجلة لدرء الجوع، وللحصول على الخدمات الصحية الأساسية، وللحفاظ على كرامتهم وقدرتهم على الصمود وإعادة بناء مجتمعاتهم.

 

ولأن اليمن بفضل انقلاب ميليشيا الحوثي لا يزال يشكل أسوأ أزمة إنسانية في العالم ومعرض لخطر المزيد من التدهور. فإن أكثر من 16.2 مليون شخص يواجهون الجوع في العام 2021، بما في ذلك ما يقرب من 50000 شخص يعانون بالفعل من ظروف شبيهة بالمجاعة. في حين أن حوالي 5 ملايين شخص على وشك المجاعة، وفق بيانات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، والذي يقدر أن 7.6 ملايين شخص يحتاجون إلى خدمات لعلاج أو منع سوء التغذية عن أكثر من 2.25 مليون طفل دون سن الخامسة.


سوء تغذية


المنظمة الدولية تتوقع أن يعاني أكثر من مليون امرأة حامل ومرضع من سوء التغذية الحاد في هذا العام. مع وفاة طفل واحد على الأقل كل 10 دقائق بسبب الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وقدرت أن 20.1 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة الصحية.

وحسب مدير برنامج الغذاء العالمي فإن اليمن سيشهد أسوأ مجاعة في العالم منذ عقود «إذا اتخذنا الخيار الخاطئ الآن» محذراً من أن ملايين اليمنيين الذين يتضورون جوعاً ويعانون من المرض ويتحملون وطأة ست سنوات من الصراع المطول لا يمكنهم الانتظار. اليمن لا يستطيع الانتظار. وتتمحور استراتيجية خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة حول ثلاثة أهداف هي: منع تفشي الأمراض وتقليل معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات؛ منع المجاعة وسوء التغذية واستعادة سبل العيش، وحماية المدنيين ومساعدتهم.


 التصعيد


 وخلافاً لهذه التحذيرات عادت ميليشيا الحوثيين من جديد للرهان على التصعيد العسكري فدفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى أطراف محافظة مأرب في محاولة جديدة لإحراز أي تقدم في شمال وغرب المحافظة مستهدفة القوات الحكومية في جبهات المشجح والكسارة وجبهات هيلان لكن دون أن تحقق أي تقدم في الأرض مقارنة بالخسائر التي دفعتها الميليشيا.

Email