بعد سنوات الحرب.. هل للسوريين من أمل؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى السوري مالك مسالمة، الذي فقد ساقيه وجزءاً من إحدى ذراعيه خلال الحرب في بلاده، أن طريق الكفاح من أجل الحياة لا يزال طويلاً، في ظل عدم وجود بصيص أمل في غدٍ أفضل قريب.

ومسالمة، وهو في الثلاثينيات من العمر، ليس إلا واحداً من ملايين السوريين الذين اضطروا إلى الفرار من بلدهم بسبب ويلات الحرب وضيق الحال.

ويقول مسالمة، الذي يعيش حالياً في هولندا: «لا يمكنني العودة إلى سوريا الآن».

وشارك مسالمة المنحدر من محافظة درعا، في أول احتجاجات خرجت في درعا، موضحاً أنّه يعتزم التقدم بطلب للحصول على اللجوء في هولندا.

وفي لبنان المجاور، والذي يعاني هو الآخر من أزمة مالية طاحنة واضطرابات سياسية، لا تعد الأمور أفضل بالنسبة لبعض اللاجئين السوريين.

ويقول أبو أحمد، وهو لاجئ سوري: «بالكاد نستطيع العيش هنا في لبنان، لقد أثقلتنا الأعباء الاقتصادية تماماً كما فعلت بأشقائنا اللبنانيين، وليس أمامنا خيار آخر، إذْ لا يمكننا العودة إلى سوريا دون حل سلمي دولي للصراع».

وأفاد برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، مؤخراً بأن رقماً قياسياً يُقدر بـ 12.4 مليون سوري، يمثلون نحو 60 في المئة من السكان، يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي.

وقال شون أوبراين، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطْري في سوريا، في بيان، إن الوضع حالياً أسوأ من أي وقت مضى، فبعد عشر سنوات من الصراع، استُنفدت مدخرات العائلات السورية وسط تصاعد الأزمة الاقتصادية.

ولم يَسلم السوريون في مناطق سيطرة الحكومة من تداعيات الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، حيث يضطرون إلى الاصطفاف في طوابير طويلة لشراء الخبز والإمدادات الغذائية والوقود.

وتقول زينة، وهي ربة منزل تعيش في دمشق، ورفضت ذكر اسمها بالكامل: «كل شيء أصبح مكلفاً للغاية، الكل في سوريا يعانون، لاسيّما بعد أن فقدت الليرة السورية أكثر من 90 في المئة من قيمتها، كما أن بعض السلع غير متوافرة بسبب العقوبات التي يفرضها الغرب».

ويقول عبدالكريم عمر، وهو ناشط من محافظة إدلب شمال غربي سوريا، إنّ السوريين دفعوا بالفعل ثمناً باهظاً، مضيفاً: «لم يعد لدينا شيء آخر لنخسره، كل الحلول في وجود الأسد لن تؤدي إلى نتيجة».

Email