سلطات ليبيا تنتفض في وجه «فساد الدبلوماسية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، نجلاء المنقوش، عن أنّها قدمت برنامج العمل لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، مشيرة إلى أنّها بصدد تغيير السفراء وتقليص عددهم وفق ما تتطلبه المرحلة. وأكّدت مصادر مطلعة لـ «البيان»، أنّ برنامج الوزيرة الجديدة يشمل تقليص عدد البعثات الدبلوماسية والعاملين فيها لتخفيف العبءعلى المالية العامة.

وأماط تقرير صادر عن ديوان المحاسبة في طرابلس، الأسبوع الماضي، اللثام، عن تعدد للبعثات الدبلوماسية الليبية في دولة واحدة حيث وصل لخمس بعثات، مشيراً إلى ارتفاع مصروفات البعثات بقيمة 10 ملايين دينار بواقع 311 مليون دينار في العام 2019 مقابل 301 مليون دينار في العام 2018. وأشار التقرير لكثرة البعثات الدبلوماسية والخلافات الدائرة بينها، على غرار البعثات الليبية في إيطاليا، إذ توجد سفارة في روما، وأخرى في الفاتيكان وقنصلية في ميلانو وأخرى في باليرمو، فضلاً عن استمرار إيفاد الموظفين للعمل في سفارات ليس لدى الدولة الليبية مصالح مشتركة معها.

وقال الديوان، إن إيفاد الموظفين للعمل في الخارج وزيادة الكادر الوظيفي في السفارات والقنصليات والبعثات الليبية بالخارج مازال مستمراً، رغم إعلان وزير الخارجية في حكومة الوفاق محمد سيالة أكثر من مرة اهتمامه بتقليص عدد السفارات الليبية بالخارج. وأضاف التقرير، أنّ عدد السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية في الخارج ارتفع إلى 150 العام 2019 مقابل 138 العام 2018، لافتاً إلى أنّ نسبة انخفاض الإنفاق في باب المرتبات لم تصل إلى 10 في المئة رغم قرار المجلس الرئاسي بتخفيض مرتبات العاملين في هذه البعثات بنسبة 31.25 في المئة، مردفا أن الإنفاق في الباب الأول تجاوز 234 مليون دينار، والثاني قارب 60 مليون دينار.

إلى ذلك، دعا رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، لوقف قرار صادر عن وزارة الخارجية بحكومة الوفاق المنتهية ولايتها، بإيفاد 171 موظفاً للعمل بالسفارات والبعثات والقنصليات الليبية. وذكر ديوان المحاسبة في تقرير سابق، أن مؤشر الفساد في ليبيا لم يشهد تحسناً خلال السنوات الست الماضية، معدداً أشكال الفساد في ليبيا التي تشملاستغلال المناصب للمصالح الخاصة، والإسراف في تمثيل البعثات الدبلوماسية، وهدر أكثر من نصف مليار دولار سنوياً على 141 بعثة دبلوماسية دون تحقيق أي مصالح للدولة.

وأشار مراقبون، إلى أنّ الدبلوماسية الليبية خضعت خلال السنوات الماضية لمنطق الترضيات والمجاملات في التعيينات سواء في السفارات والقنصليات والبعثات المتخصصة، بما في ذلك تعيين أمراء حرب وعناصر ميلشيات في مراكز حساسة، وملحقين أمنيين أو عسكريين أو إعلاميين واجتماعيين وصحيين وغيرهم.

Email