توحيد الخطاب الإعلامي أولوية ليبية لتعزيز المصالحة

حلقة نقاشية سابقة لليونيسكو عن دور الإعلام الليبي في فترات النزاع | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجمع أغلب الفاعلين السياسيين في ليبيا، على ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي في البلاد، كونه أحد أهم شروط تحقيق المصالحة الوطنية، وإعادة بناء جسور الثقة، ورتق النسيج الاجتماعي بعد عشر سنوات من الصراعات الدامية على مختلف الصعد.

وفي حين لم تتضمن حكومة عبد الحميد الدبيبة وزارة للإعلام، تشرف على توحيد المؤسسات الناشطة في غرب البلاد وشرقها، وفي بعض الدول الأخرى، أكد محمد بعيو رئيس المؤسسة الليبية للإعلام التابعة لحكومة الوفاق المنتهية ولايتها أن المؤسسة بدأت تنفيذ خطة إعلامية موحدة، هدفها العمل على المصالحة الوطنية والسلام، وقال: «بدأنا اتصالات مع مختلف وسائل الإعلام الليبية، لتوحيد الخطاب الإعلامي الليبي العام والخاص موقفاً وخطاباً».

وأصدر بعيو قراراً بحظر استخدام اسم ليبيا اسماً رسمياً لكل الجهات والشركات الإعلامية الخاصة غير المملوكة للدولة إلاّ بعد الحصول على موافقة كتابية من المؤسسة الليبية للإعلام، ونص القرار على إلزام عموم القنوات التلفزيونية والإذاعية، التي تحتوي على اسم ليبيا أو الليبية بإعادة التسمية خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر من القرار، وإلزام تلك التي تبث من ليبيا، أو تتخذ مقرات لها في أي مدينة ليبية، بتقديم مستنداتها القانونية، والحصول على الموافقة على البث، والعمل من المؤسسة الليبية للإعلام، وفق الضوابط والرسوم المحددة.

تعدد الولاءات

ويشير مراقبون إلى تعدد الولاءات والتبعيات الأيديولوجية والحزبية والجهوية والمناطقية والثقافية لتلك القنوات، لكن أخطرها على الإطلاق هي أبواق الإسلام السياسي، التي عرفت بنشرها خطاب الكراهية وتقسيم الليبيين واعتماد الفتاوى الغريبة والشاذة لتجييش الأنصار ضد قيم الديمقراطية والمدنية، ومبدأ الاختلاف، لافتين إلى أن جانباً مهماً من وسائل الإعلام مرتبط بالميليشيات وانتشار السلاح، وبظاهرة الفساد المالي والإداري، وهو ما يزيد من صعوبة غلقها أو تغيير خطابها.

وأطلق عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام في جامعة بنغازي د.جاب الله موسى العبيدي، مقترحاً يهدف إلى إعداد مشروع وطني لتوحيد الخطاب الإعلامي الليبي «لكي يخرج من الفوضى التي تسيطر عليه الآن، ومن فقدانه للمهنية، ما أدى إلى حالة من الانفلات الإعلامي»، مشيراً إلى ضرورة «توحيد الخطاب الإعلامي، من خلال تأطيره، وفق ميثاق الشرف الإعلامي- الصحفي، رغم صعوبة هذه المهمة، لكنها ليست بالمستحيلة»، كما يصفها.

خطاب الكراهية

وأكد العبيدي أن هذه الخطوة من شأنها تقويض خطاب الكراهية، وبالتالي تهيئة الشعب الليبي، ووضعه في حالة نفس اجتماعية لتقبل الآخر، مؤكداً أن هذا ما يجب العمل عليه في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ ليبيا، معتبراً أن توحيد الخطاب الإعلامي وتأطيره قانونياً، هو الخطوة الأساسية لبناء دولة المؤسسات.

واقترح العبيدي عدداً من الأسماء الأكاديمية المشهود لها بالكفاءة، لتحمل مسؤولية هذا المشروع الوطني، وتشكل النواة الأولى لتطوير شبكة الاتصال والتواصل مع الجامعات الليبية.

Email