الإمارات و«يونسكو» ترحبان بزيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية للعراق

البابا يبلسم جراح الموصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

رحّبت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وأوردي أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» بالزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لمشروع إعادة بناء كنيسة الطاهرة في الموصل، ضمن زيارته إلى العراق.

وقالتا في بيان مشترك، إن زيارة البابا إلى كنيسة الطاهرة التي تعد أحد العناصر الرئيسة لمشروع «إحياء روح الموصل» تمثل رسالة واضحة للعالم، مفادها أن الوئام والانسجام بين أتباع الديانات والتعايش المشترك هو السبيل الوحيد لنهوض البشرية وتقدمها، والطريقة المثلى لمواجهة التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم.

بيان

وأكد البيان المشترك، الأهمية الكبيرة لزيارة البابا لموقع المشروع، والتي تتجلى في نشر رسالة السلام والأخوة، وإبراز القوة الحقيقية للإنسانية في مواجهة الأفكار الظلامية والتنظيمات الإرهابية التي لطالما رأت في الإرث البشري هدفاً لها، لتعيث فيه تخريباً وتدميراً، إذ لم تفرق بين مسجد النوري وكنيستي الطاهرة والساعة في هجومها الإرهابي على الموصل.

وأضاف البيان، أنّ زيارة البابا لكنيسة الطاهرة ستعطي القائمين على مشروع إحياء الموصل دفعة قوية لجهودهم في إعمار المنطقة، وإعادتها رمزاً للتآخي والسلام في العراق والمنطقة والعالم.

حوش البيعة

وفي الموصل، صلّى البابا فرانسيس وسط الركام في ساحة حوش البيعة في الموصل على أرواح «ضحايا الحرب»، قبل أن يتوجه إلى قرقوش حيث أدى صلاةً على أحد مسارح الانتهاكات العديدة لتنظيم داعش في شمالي البلاد.

وفي اليوم الأخير من زيارته التاريخية للعراق، قال البابا قبل أن يبدأ الصلاة قرب أنقاض كنيسة الطاهرة في الموصل: «إنها لقسوة شديدة أن تكون هذه البلاد، مهد الحضارات، قد تعرّضت لمثل هذه العاصفة اللاإنسانية التي دمّرت دور العبادة القديمة»، مضيفاً «ألوف الألوف من الناس، مسلمين ومسيحيين وأيزيديين وغيرهم هجروا بالقوة أو قتلوا».

في أربيل عاصمة إقليم كردستان، وفي ملعب امتلأ بآلاف المصلين، أحيا البابا قدّاساً احتفالياً. ووصل البابا بمواكبة أمنية كبيرة إلى ملعب فرانسو حريري في أربيل في سيارة الـ «باباموبيلي» الشهيرة التي ألقى منها التحية على الجماهير. وكان زار في وقت سابق مدينة الموصل حيث صلّى على أرواح ضحايا الحرب.

وفي المدينة التي تعرّض مطارها أواخر فبراير لهجوم صاروخي استهدف الوجود الأمريكي، لاقى المئات البابا رافعين أعلام الفاتيكان وكردستان وأغصان الزيتون.

مستقبل مشترك

قال رئيس إقليم كردستان: «نؤمن تمام الإيمان بالحرية الدينية وبالتعددية الدينية، وأن التسامح والتعايش وقبول الآخر بين المكونات، هوية وثقافة عريقة بكردستان، ونعمل بكل الصور على حماية هذه الثقافة. إننا دائماً إلى جانب السلام والحوار، ونرفض الإرهاب والتشدد، ولا نسمح أبداً بأن يكون أي مكون ديني أو قومي في كردستان ضحية للإرهاب والتشدد». وأضاف: «تصدت مكونات كردستان معاً، وعلى مدى سنين كثيرة للدكتاتورية والإرهاب. وقدمت معاً تضحيات جسيمة، ولنا معاً جميعاً ماضٍ مشترك. ونعمل كلنا معاً في سبيل مستقبل مشترك أفضل»، وتابع: «إن التعددية والمكونات الدينية والقومية هي مصدر قوة وثراء لإقليم كردستان».

Email