لبنان.. هل تؤثر الإطارات المشتعلة في الإطار السياسي؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

على وقع الاحتجاجات المتواصلة في لبنان، شكّل تلويح رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، السبت، بالتوقف عن أداء مهامه ضغطاً على الطبقة السياسية لتشكيل حكومة جديدة، أو هكذا هو أراد من هذا التلويح أو التهديد، في وقت تواجه البلاد أسوأ أزمة مالية في تاريخها.

لكن في نفس الوقت، أثار هذا التهديد جدلاً لبنانياً من ناحية دستوريته، حيث يثار تساؤل حول مدى إمكانية قيام دياب بهذه الخطوة من الناحية القانونية، أو إن كان جاداً فيها، وكذلك حول الأبعاد التي يحملها تهديده على الصعيد السياسي.

المحامي اللبناني طارق شندب يقول لموقع «الحرة» إن «المشرّع اللبناني لم يتطرق بالتفصيل إلى مفهوم تصريف الأعمال، بل من دون أدنى شك لا يمكن الحديث عن اعتكاف أو توقف عن أداء المهام من الناحية القانونية والدستورية»، معتبراً أن «كلام أديب من باب الضغط السياسي لا أكثر».

ويقول المحلل السياسي بشارة خير الله للموقع نفسه: «أضع كلام دياب في خانة غسل اليدين من التدهور الحاصل». وأضاف: «دياب يسعى إلى الهروب من مسؤولياته وهي كثيرة، ويحاول التماهي مع نظرة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة وفريقه بعدم جواز توسيع تصريف الأعمال خلافاً لرغبة الرئيس اللبناني، ميشال عون وفريقه».

«سابقة تاريخية»

كما اعتبر الصحافي والمحلل السياسي أسعد بشارة أن ما قاله دياب يهدف إلى أمرين، الأول هو رفع مسؤوليته عن الوضع المأساوي القائم في لبنان الذي تغطيه الاحتجاجات والإطارات المشتعلة، والثاني هو الضغط نحو تشكيل الحكومة، واصفاً خطوته بـ«غير المجدية». ورأى أن «تهديد رئيس الحكومة بالتوقف عن تصريف الأعمال سابقة تاريخية، ونحن قادمون على مرحلة انتقالية عنوانها انهيار لبنان بالكامل».

وحمّل سياسيون «حزب الله» مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة، معتبرين أن «إيران تعتبر الملف الحكومي ورقة تفاوض مع الإدارة الأمريكية، وبالتالي إما أن يرضخ الرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيل حكومة وفقاً لرغبات الحزب، أو الاستمرار في مساعي التشكيل، وصولاً إلى الاعتذار».

إغلاق طرق

في الأثناء، أغلق متظاهرون، اليوم الأحد، طرقات عدة في لبنان لليوم السادس على التوالي، فيما قام آخرون بإشعال الإطارات المطاطية.
وأفادت غرفة التحكم المروري في قوى الأمن الداخلي بقطع السير على طريق عام الشويفات مفرق تيرو، من قبل محتجين.

كما قام نشطاء في صيدا بالتجمع في «ساحة الثورة» عند تقاطع ايليا بصيدا، وأشعلوا الإطارات احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار والضائقة المعيشية وارتفاع الأسعار، كما أقفلوا جانباً من الطريق، وسط إجراءات أمنية.

وتضرم مجموعات من المحتجين النيران بإطارات السيارات لإغلاق الطرق في جميع أنحاء البلاد بشكل يومي، منذ أن هوت العملة اللبنانية إلى مستوى منخفض جديد الثلاثاء الماضي، ما أثار غضب السكان الذين يشعرون منذ فترة طويلة بالذعر من الانهيار المالي في البلاد.

من غير المعروف إن كانت هذه الاحتجاجات قادرة على حلحلة العقد والدفع باتجاه تشكيل الحكومة المنتظرة، أم سيكون مصيرها كسابقاتها.

كلمات دالة:
  • لبنان،
  • الإطارات المشتعلة،
  • تشكيل الحكومة
Email