تحليل إخباري

الفلسطينيون والإدارة الأمريكية.. هل تنجح مساعي حل النزاع؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأيام الأخيرة، بدأت الاتصالات الرسمية الفلسطينية- الأمريكية على الأرض، وتزامن هذا مع تصريحات أمريكية جديدة، وردت هذه المرة على لسان الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، وألمح إلى بداية تفهّم أمريكي للقضية الفلسطينية.

الفلسطينيون يريدون علاقات دبلوماسية غير مشروطة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، خلافاً للوضع السابق مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ويطالبون بفتح ممثلية دبلوماسية لهم غير مقيدة في واشنطن، وليست مرهونة بقرار الرئيس، الذي قد يتغير، وبالتالي تتغير سياسته، فيما أعلن برايس أن بلاده سوف تعيد فتح القنصلية الأمريكية في الشطر الشرقي من القدس، وكذلك الحال بالنسبة لمقر البعثة الفلسطينية في واشنطن، علاوة على استئناف الدعم المالي للفلسطينيين، وتقديم الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».

هكذا بدت الأجواء، التي أشرت بوضوح إلى مصلحة استراتيجية بين الجانبين، فهناك ثلاثة ملفات في العلاقة: الملف السياسي، المالي، والأمني.

عودة المفاوضات

سياسياً، تبدو الإدارة الأمريكية مهتمة بعودة المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، مع الحفاظ على حل الدولتين، ووقف كل الإجراءات، التي من شأنها أن تضر بفرص هذا الحل مستقبلاً، كالاستيطان، وتشجيع المستوطنين على ممارسة العنف.

أما في ما يتعلق بالدعم المالي، فيبدو هذا الملف بالغ الأهمية بالنسبة للفلسطينيين، ومن المرجّح أن يعود بشكل تدريجي، بدءاً من المشاريع التي تنفذها منظمة «يو إس إيد» إلى جانب دعم ميزانية «أونروا» والمستشفيات العاملة في مدينة القدس.

الفلسطينيون يرون في هذه الخطوات بداية تغيير في السياسة الخارجية الأمريكية، لكن من وجهة نظرهم، فإن الدعم المالي على أهميته، غير كاف، فهم يتطلعون لما هو أكثر أهمية وإيجابية، بحل النزاع الذي طالت آثاره المدمرة المنطقة برمتها.

ويسود تفاؤل فلسطيني- عربي، حيال استئناف المفاوضات مع إسرائيل في أمد قريب، ومردّ هذا التفاؤل، التصريحات الأمريكية الأخيرة حول مساعي استئناف العملية السلمية، دون إغفال حل الدولتين، علاوة على الموقف الأوروبي، الذي أكد خلال مؤتمر المانحين أخيراً في بروكسل، دعمه لدولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في أمن وسلام.

آفاق أوسع

كما أن الموقف الأوروبي يأتي منسجماً مع الإعلان عن أن اللجنة الرباعية ستضطلع بدور أكثر فاعلية في المرحلة المقبلة، لفتح آفاق أرحب وأوسع، على طريق إيجاد تسوية سياسية في المنطقة، وتجنيبها احتمالات العودة إلى التوتر وتعميق الكراهية وإسالة الدماء، فهل تنجح المساعي؟

Email