مطعم شاهد على تحولات نابلس الفلسطينية منذ 80 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما يتلمس الزائر لمدينة نابلس ما يميزها عن بقية شقيقاتها الفلسطينيات يجد مزايا كثيرة، أبرزها العراقة المتجلية في كل ناحية وزقاق وسوق داخل بلدتها القديمة، الأشبه بمتحف تراثي كبير، ففي شارع الحنبلي أو ما يطلق عليه البعض سوق الحدادين، يقع مطعم «أبو عصفورة»، أقدم مطعم للمشاوي في نابلس، المكون من غرفة واحدة، يتقاسمها صاحب المطعم والزبائن، لها قبة من الخارج، ومن الداخل فجوة كبيرة، وبابها قوسي الشكل، وفيها تتاح الفرصة لتذوق طعم العراقة النابلسية.

لا يزال مطعم «أبو عصفورة» للمشاوي إرثاً يحافظ على وجوده منذ أكثر من 80 عاماً، تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل من عائلة العاصي، التي تفتخر بشهرة مطعمها وبقائه حاضراً في الذاكرة، وعاصر المطعم تحولات هائلة شهدتها فلسطين خلال العقود الماضية، منذ الانتداب البريطاني.

ورث فؤاد العاصي «أبو حافظ»، مهنته عن والده وجده، الذي أسس المطعم في العام 1936، وباعتزاز يوضح لـ«البيان» أنه لا يزال يعمل في المطعم منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، برفقة أحد أبنائه، بذات نمط والده وجده، وبذات النكهة والمذاق المميز، ولا يزال يحافظ على وجوده في البلدة القديمة في نابلس، رغم افتتاح فروع أخرى للمطعم في أنحاء مختلفة من مدينة نابلس.

ورداً على سؤال عن سر شعبيته يضيف: «لدينا طريقتنا الخاصة بالبهارات، وكذلك اختيار لحوم الخروف الطازجة النظيفة، كما يضيف للطبق المخللات والبصل المشوي مع البندورة، واللبن الطازج:.

ويؤكد على ذلك أبو محمد كلبونة، الذي يرتاد المطعم منذ كان طفلاً صغيراً، ورغم انتشار المطاعم على اختلافها، إلا أنه يفضل تناول المشاوي من مطعم «أبو عصفورة» الموجود في نابلس القديمة.

ونوّه أبو حافظ لـ«البيان» بأن الوضع الاقتصادي في البلدة القديمة تراجع كثيراً، ولم تعد كما كانت عليه في الماضي، لا سيما في ظل فرض نظام الإغلاقات المتكررة وتطبيق سياسة التباعد بسبب انتشار فيروس»كورونا" المستجد، مشيراً إلى أن مطعم أبو عصفورة حافظ على وجوده نوعاً ما من خلال زبائنه، منوهاً بأن بعض الزبائن يفضلون إحضار اللحم والبندورة والبصل معهم، ويتولى المطعم فقط عملية الشواء، وآخرين يفضلون تناول الطعام في المطعم.

Email