محاولة اغتيال باشاغا.. حيثيات تشرع أبواب الظنون

فتحي باشاغا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين التأكيد والنفي والتشكيك، يستمر الجدل في ليبيا حول محاولة اغتيال وزير الداخلية في حكومة طرابلس، فتحي باشاغا. وفيما قال باشاغا إن سيارة بدأت في التعدي على موكبه، وأن أشخاصاً أطلقوا النار من داخلها، ما أدى لتبادل لإطلاق النار قُتل فيه أحد حراسه وأحد المهاجمين، كشف تقرير الطب الشرعي في طرابلس، عن أن رمضان الهنقاري المتهم بقيادة الهجوم على موكب الوزير، توفي بسبب كسور ونزيف داخلي ناتجة عن حادث مرور، وأن جثمانه خال تماماً من أي رصاص أو شظايا على عكس بيان باشاغا الذي قال إنه قُتل خلال اشتباك أثناء محاولة الاغتيال.

واتسعت دائرة التشكيك في الحادثة بالنظر إلى أن موكب باشاغا يتكون من أكثر من 50 سيارة مصفحة، وهو الأكبر من نوعه في ليبيا، ولم تعرف البلاد مثيلاً له حتى في عهد القذافي، فيما الطرف المقابل كان يستقل سيارة واحدة غير قادرة على اختراق الموكب. واعتبر المحلل العسكري، محمد الترهوني، أن محاولة الاغتيال ليست سوى زوبعة الهدف منها إعادة تسويق باشاغا الذي يحاول زعزعة الأمن والتأكيد أنه الوحيد القادر على حلها للتواجد في السلطة التنفيذية الجديدة المنتخبة واستمرار بقائه وزيراً في الحكومة المقبلة. وأشار الترهوني، إلى أن هذه المحاولة لن تكون الأخيرة وستكون هناك عمليات أخرى من باشاغا، متوقعاً أن يقوم بالزج بقوات من مصراتة داخل طرابلس لفرض أمر واقع جديد ينحرف بالمسار السياسي إن لم يضمن مكاناً به.

بدوره، أكد رئيس مؤسسة «سلفيوم» للأبحاث، جمال شلوف، أن ما أشيع عن تفاصيل محاولة الاغتيال المزعومة التي تعرّض لها باشاغا بها مفارقات غامضة لا يقبلها المنطق، أهمها محاولة اغتيال بالرماية بالرصاص من سيارة واحدة على رتل 50 سيارة مصفحة لا يخترقها الرصاص، على حد قوله.

وفيما دعا رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، الجهات القضائية والضبطية بشكل عاجل لفتح تحقيق نزيه وشفاف في ملابسات الحادثة وملاحقة مرتكبيها، والتأكيد على عدم إفلات كل المتورطين من العقاب، لوحظ أن الأطراف الداعمة لباشاغا في الداخل والخارج سارعت بتصديق رواية وزارة الداخلية، دون انتظار نتائج التحقيق.

وترجّح مصادر مطلعة في طرابلس، أن يكون هدف باشاغا من الترويج لمحاولة اغتياله، تقديم نفسه لتولي منصب وزير للداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، وخوض حربه المؤجلة على الميليشيات الخارجة عن فلك جماعة الإخوان التي تدعمه، والتي سبق أن أعلن عنها الشهر الماضي وأطلق عليها اسم «صيد الأفاعي».

Email