أحدها «عبد الله».. كوبا تعمل على إنتاج 4 لقاحات ضد «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحقق كوبا تقدّماً لافتاً في مجال الطب والتكنولوجيا الحيوية، على نحو أشادت به منظمات ووسائل إعلام دولية مؤخراً، في وقت تقوم هافانا بتطوير 4 لقاحات مرشحة ضد فيروس «كورونا»، مع بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح الكوبي سوبيرانا-2 (السيادة-2)، الذي من شأنه أن يجعل كوبا البلد الأول في أمريكا اللاتينية في إنتاج لقاح لهذا الفيروس.

وتعمل كوبا على إنتاج 4 لقاحات مرشحة لتكون لقاحات وهي: «سوبيرانا-1»، «سوبيرانا-2»، «مامبيسا»، و«عبد الله». ويعتبر لقاح «سوبيرانا-2» الأكثر تقدماً من بين هذه الأربعة، وكانت الفترة الثانية من التجارب السريرية على هذا اللقاح بدأت في 22 ديسمبر من العام الماضي، وأظهرت أماناً كبيراً ونتائج إيجابية واستجابة مناعية قوية، ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على هذا اللقاح في مارس المقبل.

وسلطت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» الضوء على تطور التكنولوجيا الحيوية في كوبا، قائلةً إن التقدم الذي تحظى به كوبا من شأنه أن يجعل البلاد أقرب إلى إنتاج أول لقاح أمريكي لاتيني ضد فيروس كورونا.

موقع وصحيفة أمريكيان

وأشار موقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكي إلى أنه مع تقدم اللقاحات الكوبية المرشحة (جميعها في المرحلة الأولى أو الثانية من تجاربهم السريرية)، ستكون كوبا واحدة من أوائل الدول في العالم التي تقوم بتحصين سكانها بالكامل في عام 2021، ضد «كورونا» ومن دون مساعدة خارجية، كما جاء في موقع مجلة الهدف الفلسطينية.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في مقال لها، إن التقدم الذي أحرزه اللقاح الكوبي سوبيرانا-2 (السيادة-2) سيدخل مرحلة الاختبار النهائية في مارس المقبل.

ونوّهت شبكة «بي بي سي» البريطانية إلى أنه بينما ركزت بعض الدول جهودها على استيراد لقاحات ضد «كورونا»، فإن دولاً أخرى مثل كوبا، تركز على إنتاج لقاحات خاصة بها.

وأكدت الأمم المتحدة في موقعها الإخباري أن قدرة كوبا على تطوير لقاح ضد فيروس كورونا هي نتيجة سنوات طويلة من الجهود والاستثمار في صناعة المستحضرات الصيدلانية الحيوية.

دفعة جديدة

ومن جانبه، أعلن رئيس مجموعة «بيوكوبا فارما» للصناعات الدوائية في كوبا إدواردو مارتينيز خلال جولة له في مصنع بيوسين لصناعة اللقاحات في العاصمة هافانا، أن كوبا بدأت في إنتاج دفعة جديدة من لقاح «سوبيرانا-2» على نطاق واسع، هو اللقاح الأكثر تقدماً من بين أربعة لقاحات تنتجها كوبا ضد فيروس كورونا.

وكان معهد «فنيلاي» للصناعات الدوائية في كوبا أعلن في 10 فبراير الحالي، إنتاج الدفعة الأولى المكونة من 150 ألف جرعة من لقاح من «سوبيرانا-2» (السيادة-2).

وأكد مدير معهد «فينلاي» فيسينتي فيريز سابقاً خلال مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية المعتمدة في هافانا، قدرة كوبا على إنتاج 100 مليون جرعة من لقاح «سوبيرانا-2» خلال العام الحالي. وأشار إلى أن الهدف من ذلك هو تلبية احتياجات البلاد وكذلك احتياجات الدول الأخرى المهتمة بالحصول على المنتج الكوبي، مؤكداً أن اللقاح سيكون مجانياً في كوبا والغرض منه هو تحصين جميع السكان هذا العام، كما قال.

عائد اقتصادي

وقال فيسنتي فيريز، أحد العلماء الذين قادوا الفريق الذي طور لقاح «السيادة 2»، إن الجزيرة يمكن أن تقدم التطعيمات لجميع الأجانب الذين يسافرون إليها. ونسبت صحيفة نيويورك تايمز إلى ريتشارد فاينبرغ، خبير كوبا في جامعة كاليفورنيا (سان دييغو) قوله إن الأمر لا يقتصر على الطب والنزعة الإنسانية فحسب، فهناك عائد اقتصادي كبير إذا تمكن الكوبيون من السيطرة على الفيروس، مشيراً إلى أنه لن يكون ذلك دخلاً فورياً فحسب، بل سيعزز ذلك سُمعة قطاع التكنولوجيا الحيوية الصيدلانية في كوبا وهو ما سيمكنهم من تسويق منتجاتهم الطبية الأخرى.

ويقول علماء كوبيون إن الحكومة ستمنح على الأرجح بعض الجرعات للدول الفقيرة، تماشياً مع ممارساتها الراسخة في تعزيز العلاقات الدولية من خلال التبرع بالأدوية وإرسال الأطباء لمعالجة أزمات الصحة العامة في الخارج. وقال جيراردو جيلين، العالم الذي طور اثنين من اللقاحات الأربعة في مركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية المملوك للدولة: «طالما تبرعت كوبا دائماً باللقاحات.. نحن نساعد البلدان الأخرى».

وقالت «نيويورك تايمز» إن الاستثمار في الصحة العامة أدى إلى ظهور عشرات المؤسسات البحثية الطبية وفائض من الأطباء، ترسلهم كوبا إلى دول أخرى في مهمات طبية.

Email