مصادر يمنية لـ « البيان » : مصير التسوية يتحدد بعد معركة مأرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع دخولها الأسبوع الثالث، أكدت مصادر حكومية وعسكرية يمنية، أن معركة مأرب، فاصلة مع ميليشيا الحوثي، وعلى ضوئها، سيتحدد مصير التسوية التي ترعاها الأمم المتحدة، حيث رمت الميليشيا بكل ثقلها إلى هذه الجبهة، أملاً في السيطرة على المحافظة، التي توجد بها أهم مناطق إنتاج الغاز والنفط. في وقت طالب المبعوث الخاص الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الحوثيين وقف الهجوم على مأرب بشكل فوري، لافتاً إلى أن هذا التصعيد الحوثي يهدد السلام، ويشكل خطراً على النازحين.

وذكرت هذه المصادر لـ «البيان»، أن الشرعية التي كانت تفضل خيار التسوية، وترك المجال أمام الجهود التي يبذلها غريفيث، ومعه مبعوث الولايات المتحدة إلى اليمن، لإقناع ميليشيا الحوثي ومن يتحكم بقرارها من القبول بخطة وقف القتال، التي قدمتها الأمم المتحدة، وجدت نفسها مضطرة للخوض في الخيار العسكري، بعد أن دفعت هذه الميليشيا بالآلاف من مقاتليها لاقتحام مأرب، مزودين بأحدث الأسلحة والصواريخ التي يتم تهريبها.

ووفق أحاديث هؤلاء المسؤولين، فإن الحكومة دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة من محافظتي شبوة وحضرموت، كما بدأت حشود من المقاتلين المتطوعين من مختلف المحافظات، بالتوافد إلى مأرب، للمشاركة في هذه المعركة، لأنه على ضوئها سيتحدد مسار التسوية السياسية من عدمه، مؤكدين أن لا خيار أمام القوات المشتركة وقبائل مأرب ومن يساندهم، سوى الانتصار، وكسر شوكة ميليشيا الحوثي، لإرغامها على العودة لطاولة الحوار، واليقين باستحالة أن تحقق من خلال التصعيد أي مكاسب تعزز موقفها التفاوضي.

ضغوط كبيرة

وطبقاً لما قاله المسؤولون اليمنيون، فإن الحكومة تواجه ضغوطاً كبيرة من القادة العسكريين، ومن الأوساط الشعبية، لوقف العمل باتفاق السويد، بشأن وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، واستئناف العمليات العسكرية لاستكمال تحريرها وموانئها من قبضة ميليشيا الحوثي، وأنها أطلعت الدول الراعية للسلام والتحالف الداعم للشرعية، بهذه الضغوط التي يصعب تحملها، إذا لم يتوقف هجوم الميليشيا على مأرب. قالت مصادر حكومية إن الحكومة أبلغت قيادة الجيش والسلطة المحلية في مأرب، تقديم الدعم اللا محدود، وتوفير كل احتياجات في هذه المعركة، لردع الحوثيين وهجماتهم على المحافظة، جراء تصعيدهم المتواصل، واستهدافهم المدنيين والنازحين.

وأبلغت الحكومة اليمنية الرعاة الدوليين لعملية السلام في اليمن، أن الهجوم الذي تشنه ميليشيا الحوثي على مأرب، بالتزامن مع التحركات الأممية والدولية لإحلال السلام في اليمن تأكيد على عدم استعداد ميليشيا الحوثي وداعميها في طهران للسلام.

وأن ذلك يتطلب موقفاً دولياً حازماً، لا يكتفي فقط بالإدانات وطلبت من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته، ووقف التصرفات الرعناء للنظام الإيراني وميليشيا الحوثي، في انتهاك القوانين الدولية، باستهداف النازحين والمدنيين في مأرب، والمواقع المدنية في المملكة العربية السعودية.

تحذير أممي

في الأثناء، أكد غريفيث أن هجوم ميليشيا الحوثي على مدينة مأرب «يجب أن يتوقف فوراً»، محذراً من كارثة إنسانية.

وقال غريفيث، أمس، خلال اجتماع عبر الفيديو لمجلس الأمن مخصص لليمن، إن الهجوم «يعرّض ملايين المدنيين للخطر»، لافتاً إلى أن هذا الهجوم يهدد السلام ويشكل خطراً على النازحين.

وحذّر غريفيث من أن السعي لانتزاع السيطرة على الأراضي بالقوة يهدد كل آفاق عملية السلام، مؤكداً أنه لا غنى عن الدعم الدولي لحل الأزمة اليمنية.

وأضاف أن تحقيق تطلعات اليمنيين يكون من خلال عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية تحت رعاية أممية وبدعم دولي، كاشفاً عن أن هناك أرضية مشتركة للتوصل لاتفاق بشأن اليمن.

 

وتابع أن تحقيق تطلعات اليمنيين يكون من خلال عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية تحت رعاية أممية وبدعم دولي، كاشفاً عن أن هناك أرضية مشتركة للتوصل لاتفاق بشأن اليمن.كما نوّه بأن وقف النار في اليمن يرتبط بالمسار السياسي، وأن الحل يتطلب إرادة.

من جهته، دعا منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة مارك لوكوك إلى جمع نحو أربعة مليارات دولار في عام 2021 لتمويل العمليات الإنسانية، محذراً من أن اليمن يتجه سريعاً نحو أسوأ مجاعة يشهدها العالم في عقود.

إفشال مخطط

في غضون ذلك، أحبطت قوات قوات التحالف «تحالف دعم الشرعية في اليمن» مخططاً حوثياً إرهابياً لميليشيا الحوثي بقصف مأرب بالصواريخ الباليستية. وأعلنت قوات الجيش اليمني،أمس، أن ميليشيا الحوثي كانت تعد عددا من الصواريخ الباليستية لقصف الأحياء والتجمعات السكنية في المدينة

وحسب بيان للجيش اليمني،نجحت مقاتلات التحالف العربي في تدمير منصة إطلاق صواريخ باليستية تابعة للميليشيا الحوثية في بلدة المخدرة إلى الجهة الغربية من المحافظة الغنية بالنفط. كما دمرت أربعة صواريخ باليستية كانت ميليشيا الحوثي تجهزها للهجوم على المواقع المدنية وتجمعات السكان في المدينة.

وكان العميد الركن تركي المالكي الناطق الرسمي باسم قوات التحالف «تحالف دعم الشرعية في اليمن» - قال في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية - أن قوات التحالف المشتركة تمكنت أمس من اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار «مفخخة» أطلقتها الميليشيا الحوثية بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين والمواقع المدنية باتجاه مدينة خميس مشيط.

Email