صواريخ «رام» لمصر.. رسالة أمريكية في شرق المتوسط

ت + ت - الحجم الطبيعي

فى صفقة هى الأولى من نوعها وبتوجيه مباشر من الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لإدارته لدولة بالشرق الأوسط، وافقت الإدارة الأمريكية على إتمام صفقة صواريخ متطورة إلى مصر، وهي صفقة تجعل الجيش المصري على موعد مع دفعة جديدة من التطوير التسليحي لقدراته.

وأفادت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» بأن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على صفقة تشمل صواريخ تكتيكية من طراز (RAM) بلوك 2، بتكلفة تقديرية، تبلغ 197 مليون دولار. وقالت في بيان، إن الحكومة المصرية طلبت شراء ما يصل إلى 168 صاروخاً من الصواريخ التكتيكية، ومن المقرر أن تدعم هذه الصفقة سفن الصواريخ السريعة التابعة للبحرية المصرية، وستوفر قدرات دفاعية متطورة على المناطق الساحلية المصرية ومداخل قناة السويس، وفقاً للبيان.

وأفادت الوكالة بأن الصفقة تشمل أيضاً حاويات الشحن والتخزين، مع أدلة المشغل والوثائق الفنية، وخدمات الدعم الهندسي والفني واللوجستي التابعة للحكومة الأمريكية والمقاولين، والعناصر الأخرى ذات الصلة بالدعم اللوجستي والبرمجي.

وأشارت الوكالة في بيانها إلى أن الصفقة العسكرية ستدعم السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكي، من خلال المساعدة في تحسين أمن دولة حليفة رئيسية من خارج الناتو، والتي لا تزال شريكاً استراتيجياً مهماً في الشرق الأوسط، موضحة أن الصفقة لن تغير التوازن العسكري الأساسي في المنطقة.

ومن المقرر أن تمرّر الولايات المتحدة الصفقة إلى مرحلتها النهائية فور انتهاء مهلة الـ 30 يوماً، على أن يخضع التنفيذ والإعداد للتسليم إلى بروتوكول مشترك تحدده الحكومة المصرية، وشركة راثيون المصنعة لهذه الصواريخ.

توجيه مباشر

وقال مسؤول عسكري أمريكي: إن الوكالة كانت أعطت رأيها في هذه الصفقة، والتي توجه عادة إلى الدول الحليفة للولايات المتحدة بتوجيه مباشر من الرئيس الأمريكي. وأضاف المسؤول الذي عمل عن قرب في برامج تعاون وتدريب أمريكية- مصرية مشتركة، وعملاً بقانون مراقبة صادرات الأسلحة الأمريكية، إن هذا النوع من الصفقات يتطلب إخطاراً إلى الكونغرس، الذي عليه ممارسة حق الرفض في غضون فترة تمتد 30 يوماً، وفي حالة الصفقة الحالية إلى القوات المسلحة المصرية فإن المهلة تنتهي منتصف مارس المقبل.

جاء إقرار وزارة الخارجية الأمريكية لصفقة صواريخ رام بلوك 2 المضادة للسفن والأهداف البحرية متطورة مع مصر، في بداية ولاية الرئيس جو بايدن، لتبعث برسائل سياسية وعسكرية عدة في الشرق الأوسط، وبخاصة منطقة شرق المتوسط، بحسب «سكاي نيوز عربية».

واعتبر الباحث السياسي إيهاب عباس أن صفقة الصواريخ الجديدة تأتي في إطار الدعم الأمريكي المستمر لمصر، كونها حليفاً استراتيجياً.

وقال إنه رغم مرور العلاقات بين مصر والولايات المتحدة بتباينات في مناسبات مختلفة، فإنها تبقى علاقات تحالف استراتيجي وتكتيكي.

استعداد أقوى

وقرأ عباس هذه الصفقة «في إطار تجهيز مصر وإعدادها بحرياً بشكل قوي، للتصدي لأي هجمات محتملة من خصوم إقليميين في المنطقة».

وأشار إلى أن «الصفقة تأتي في ظل التوترات الدائرة في الشرق الأوسط، واحتمالات حدوث نزاعات مسلحة في هذه المنطقة والتغول من بعض الدول، بهدف زعزعة الاستقرار والحصول على موارد طبيعية ليست من حقها وفقاً القانون الدولي»، في إشارة إلى أطماع تركيا التي تغضب دول المنطقة ودولاً أخرى، من خلال تنقيبها عن النفط والغاز على نحو يناقض القانون الدولي.

وأكد عباس أن «تطوير قدرات مصر الدفاعية بمساعدة أمريكية، يمثل خطوة ردع وتحرك تكتيكي مهم على رقعة الشطرنج مع دول الإقليم في المنطقة، والتي يمكن أن تفكر بشكل أو بآخر في تحقيق مصالحها على حساب مصر».

في السياق، قال موقع «غلوبال فاير باور» الأمريكي، إن منطقة الشرق الأوسط لا تزال من أكثر مناطق العالم اضطراباً، وهو ما يجبر بعض دول المنطقة على تكوين جيوش ضخمة لحماية حدودها وامتلاك قوة تمكنها من لعب دور مؤثر إقليمياً. وأورد الموقع الأمريكي قائمة تضم 15 جيشاً في المنطقة، وبضمنها مصر بجيش يحتل المرتبة الـ 11 عالمياً.

Email