تصعيد متزامن في الأزمات الإقليمية.. لماذا الآن؟

الصواريخ الباليستية الإيرانية مشكلة إقليمية | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما إن أعلنت الإدارة الجديدة في واشنطن عن رغبتها في إنهاء الحرب في اليمن، بموازاة الرغبة ذاتها التي عبرت عنها الأمم المتحدة، حتى شهدت الساحة اليمنية تسخيناً غير مسبوق، تمثّل بهجمات مكثّفة على مأرب، واستهداف متكرر من جانب ميليشيا الحوثي للمملكة العربية السعودية بالطائرات المسيّرة.

هذا التسخين في اليمن ليس يتيماً، بل يتوازى مع تسخين في العراق وشرقي سوريا وجنوبيها، وتكريس تعقيدات المشهد اللبناني إلى درجة إيصاله إلى ما يشبه الطريق المسدود. وبحسب الكثير من المراقبين يقف في الخلفية دافع إيراني يسعى إلى الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي تحاول إعداد «الطبخة المناسبة» للتعاطي مع الملف الإيراني، بعيداً عن الاشتراطات الصادرة عن طهران.

سياسة مبرمجة

صحيح أن إيران ليست اللاعب الوحيد في المنطقة، ولكنها في نظر مراقبين، العنصر الأكثر زعزعة للاستقرار والأكثر استخداماً لأوراقها في سبيل تحقيق أهداف سياسية. إذن، ثمة خطط وسياسات مبرمجة للضغط العالي في إطار رسم خرائط جديدة للمنطقة.

ففي سوريا، يصعّد الأتراك لمنع الجيش السوري من استعادة الجغرافيا ووحدة البلاد، إذ تتحسب أنقرة بدورها من سياسة مشددة تعهد بها بايدن. وفي الشرق السوري تعزز إيران وجودها على مقربة من القواعد الأمريكية، في محاولة رسم خطوط وفرض معادلات تدفع واشنطن إلى الشعور بالحاجة إلى الحديث مع طهران.

إسرائيل كذلك، وإذ تشعر بإمكان تراجع بايدن عن سياسات سلفه المتشددة إزاء طهران، ترغب في أن تقول للرئيس الجديد «نحن هنا ولا بد من أخذ مصالحنا بالاعتبار»، إذ إن إسرائيل حددت النووي الإيراني كـ«خط أحمر». ولذلك صعدت إسرائيل هجماتها مؤخراً مستهدفة الميليشيا الإيرانية في سوريا.

وفي موازاة ذلك، تكثف إسرائيل تحليق طيرانها فوق مناطق جنوب لبنان، إذ يعيش هذا البلد تعقيدات في تشكيل حكومة جديدة لم ترَ النور من خمسة أشهر، بسبب الشروط التعجيزية التي يفرضها حلفاء «حزب الله» ومن خلفه إيران. وتدرك إسرائيل أن تفاقم الأزمة الداخلية في لبنان ربما يفضي إلى تصعيد ضدها بهدف تحريك المياه الراكدة في المنبع نفسه.
 

كلمات دالة:
  • تصعيد،
  • أزمة،
  • واشنطن،
  • سوريا
Email