هل نرى لقاحات ضد «كورونا» مخصصة للأطفال؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم أن الأطفال على نحو عام لا يصابون بالمرض في حال التقطوا فيروس كورونا، إلا أن شركات تصنيع اللقاح تفكّر بهم، وتجري تجارب لتصنيع لقاح مخصص لهم. فهل يمكن أن يرى النور لقاحاً آمناً وفعّالاً للفئات العمرية الصغيرة؟.

أول أمس، الأحد، أعلنت جامعة أكسفورد، خطتها لاختبار اللقاح على الأطفال، لتقييم فعالياته لدى صغار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً. وتهدف التجربة إلى إثبات السلامة والاستجابة المناعية للقاح لدى الأطفال والشباب، على الرغم من أنَّ معظم الأطفال لا يصابون بأعراض شديدة عند الإصابة. وهنا يبرز السؤال: هل تختلف التجارب السريرية لإنتاج لقاحات الأطفال عن لقاحات الكبار؟.

يقول أندرو بولارد، كبير الباحثين في التجربة إنه في حين أن معظم الأطفال لا يصابون بمرض شديد من جراء كورونا، «من المهم إثبات السلامة والاستجابة المناعية للقاح لدى الأطفال والشباب، حيث قد يستفيد بعض الأطفال من التطعيم».

وصرح بولارد لوكالة أسوشيتد برس: «بالنسبة لمعظم الأطفال، فإن»كورونا«في الحقيقة ليست مشكلة كبيرة. ومع ذلك، من الممكن بالتأكيد أن يتم النظر في الاستخدام الأوسع لمحاولة كبح تقدم الوباء في المستقبل، لذلك فإننا نحاول فقط إنشاء البيانات التي ستدعم ذلك إذا أراد صانعو السياسة بالفعل السير في هذا الاتجاه».

لا اختلاف
ويقول الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي لـ «المركز المصري للحق في الدواء» إن التجارب الإكلينيكية لأي لقاح لا تختلف من حيث إعداده للكبار أو الصغار، حيث تبدأ المرحلة الأولى باختبار المأمونية بتركيزات مختلفة للمادة الفعالة، وفي المرحلة الثانية، وإذا حقق نسبة مأمونية في المرحلة الأولى، يتم اختبار اللقاح من حيث الفاعلية.

وفي المرحلة الثالثة، وإذا حقق اللقاح فاعلية جيدة بتجارب تركيزات مختلفة يتم اعتماد التركيز الأعلى كفاءة من بينهم بشكل رسمي، وبحسب عز العرب سيكون لقاح كورونا للأطفال بنفس تركيبة لقاحات الكبار، ولكن بتركيز أقل لتناسب الحالة الجسمانية للطفل.

وتقوم شركات أدوية أخرى أيضاً باختبار لقاحات «كورونا»على الأطفال، حيث بدأت فايزر، التي تم ترخيص لقاحها بالفعل للاستخدام لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 16 عاماً فأكثر، في اختبار اللقاح على أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً في أكتوبر. وبدأت «مودرنا» في ديسمبر باختبار لقاحها على أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً.

تجارب «سينوفارم»
وفي سبتمبر الماضي، بدأت شركة تصنيع اللقاحات الصينية الوطنية بيوتيك غروب (CNBG) تحت «سينوفارم» اختبار لقاحها سريرياً لعدد من القاصرين. وأفادت وسائل الإعلام المحلية أن اللقاح آمن.

وفي 15 يناير الماضي، أفادت وسائل إعلام حكومية أن لقاحاً‬‬‬ طورته مجموعة الصين الوطنية للتكنولوجيا الحيوية، إحدى أذرع «سينوفارم»، آمن على الأطفال والقصّر في الفئة العمرية بين ثلاثة أعوام و17 عاماً، على أساس بيانات سريرية.‬‬‬

وقال يانغ شياو مينغ رئيس المجموعة «يتعين الإشارة إلى ضرورة المتابعة بعناية وعن كثب للأطفال بين ثلاثة وخمسة أعوام أثناء التطعيم لأن نظامهم المناعي لا يزال في طور النمو». 

تجارب «سبوتنيك v»
في روسيا أيضاً، أعلن مدير المركز الوطني لبحوث علم الوباء والأحياء الدقيقة «غامالي»، ألكسندر غينتسبورغ، يوم الجمعة الماضي، عن الطرق والأساليب المتبعة لبدء اختبار لقاح «سبوتنيك V» على الأطفال.

وأشار غينتسبورغ في تصريحاته إلى أنه من أجل اختبار اللقاح الروسي «سبوتنيك V» على الأطفال، سيتم تخصيص أربع فئات عمرية، وستكون جرعة الدواء مختلفة.

وكان ألكسندر غينتسبورغ قال في 2 ديسمبر إنه «على الأرجح، عندما نتلقى إذناً لدراسة»سبوتنيكV«على الأطفال، سيتم تقسيم الأطفال إلى مجموعات عمرية معينة، على سبيل المثال (14-17) و(9-14) و(أقل من 9 سنوات)، وربما حتى أربع فئات عمرية».

وأضاف إنه «اعتماداً على الفئة العمرية، بالطبع، ستكون الجرعة مختلفة، كلما كان العمر أصغر، قلت جرعة اللقاح».

أوضح غينتسبورغ أنه لن يتعين على الخبراء الروس، على الأرجح، إجراء تغييرات أخرى في تكوين اللقاح، ومع ذلك، إذا تمت دراسة الشكل الأنفي للقاح (جرعات لقاح عن طريق الأنف) بحلول الوقت الذي تبدأ فيه التجارب على الأطفال، فقد يُوصى بهذا الشكل من اللقاحات بشكل خاص للأطفال في المقام الأول.

تجارب فايزر 
شركة فايزر الأمريكية قالت بدورها، في يناير الماضي، إنها سجلت بالكامل تجربة لقاح ضد «كورونا» مخصصاً للأطفال. وأضافت أن الحديث يجري عن لقاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، وهي خطوة أساسية قبل استخدام اللقاح في تلك الفئة العمرية. 

وأوضحت أن الدراسة، وهي امتداد لتلك المستخدمة لدعم ترخيص الاستخدام الطارئ للقاح لدى الأشخاص من سن 16 وما فوق، قد سجلت 2259 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاماً.

 

Email