لبنان يدخل مرحلة «فايزر».. والرقابة دولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

غداة وصول الدفعة الأولى من لقاح «فايزر» المضاد لـ«كورونا» إلى لبنان، انطلقت عملية التلقيح مع المستفيدين من الفئة الأولى من المرحلة «أ» أمس، وذلك في إطار مساعي الدولة إلى الوصول إلى نسبة 80% من المناعة المجتمعية وفرملة إمكانية ظهور سلالات جديدة.

ومع بدء رحلة الألف ميل نحو تحقيق المناعة المجتمعية المطلوبة، أي أن ينال أكثر من 80% من المقيمين على الأراضي اللبنانية اللقاح، ويتحصنون ضد الفيروس، تجدر الإشارة إلى أن وصول الدفعة الأولى من اللقاح تزامنت مع مفارقة رمزية، وهي مرور سنة كاملة على إصابة أول لبناني بـ«كورونا» في 13 فبراير من العام الماضي، وأن حملة التلقيح انطلقت من «مستشفى رفيق الحريري الجامعي»، قبل أن تنطلق الخطة، رسمياً، على مستوى لبنان اليوم. وكان الممثل صلاح تيزاني (93 عاماً)، المعروف بأبو سليم الطبل، أول مواطن لبناني يتلقى اللقاح.

عدالة التوزيع

وعلى رغم تأخر وصوله إلى لبنان، قياساً بدول أخرى قطعت مراحل سريعة في عمليات التلقيح، لم يكن غريباً أبداً أن يشكّل وصول الدفعة الأولى من لقاحات «فايزر» إلى بيروت الحدث الذي طغى على أنباء السياسة.

ذلك أن لبنان، الذي بات يتقدّم الدول الأكثر تضرراً بجائحة كورونا، بدأ مع وصول نحو 28 ألف جرعة من اللقاح الأمريكي العد العكسي للمواجهة الاحتوائية الأساسية، ولو أن الشكوك في تنفيذ محكم ودقيق وعادل وبعيد من المحسوبيات السياسية تحوم بقوة فوق عمليات التلقيح التي انطلقت أمس، بالرغم من أنها ستكون مراقبة من «البنك الدولي» و«الاتحاد الدولي للصليب الأحمر» و«الهلال الأحمر»، الذين سيتأكدون من عدالة التوزيع، والتقيد بالمعايير الطبية، وصولاً إلى ضبط أي محاولة تسيب تؤدي إلى وصول اللقاح إلى السوق السوداء.

وهكذا، دخل لبنان في مرحلة اللقاح ضد «كورونا»، من دون أن يخرج من دوائر اشتداد المخاطر التي يفرضها هذا الوباء، فيما توجّس اللبنانيّين لا يزال قائماً من دخول المحسوبيّات والفساد على حملة التلقيح ضدّ «كورونا»، وسط قلقيْن: الأوّل، يتمثل بالخوف من الفوضى في شموليّة التوزيع وعدم إيصال اللقاحات إلى محتاجيها الحقيقيّين، فيما الثاني مرتبط بعدم إقبال اللبنانيّين على أخذ اللقاح، ما يهدّد بتمزيق الشبكة الوطنيّة للتحصين من الفيروس، والتي بدأت ترتفع بعد طول انتظار وكثرة الوفيات.

Email