الحوثيون يجهضون تطلعات السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد ساعات على إعلان الولايات المتحدة العمل على إيقاف الحرب في اليمن، ذهبت ميليشيا الحوثي نحو تصعيد غير مسبوق، ترافق مع زيارة مبعوث الولايات المتحدة والمبعوث الأممي الخاص باليمن إلى المنطقة، لتحريك عجلة المفاوضات، بغرض التوصل إلى الاتفاق لوقف الحرب، والدخول في محادثات سلام، ترتكز على خطة الأمم المتحدة، التي تحمل عنوان الإعلان المشترك. 

 ودفعت الميليشيا بالآلاف من مقاتليها نحو محافظتي مأرب والجوف، وزودتهم بآليات وعربات قتالية حديثة، وكميات كبيرة من الصواريخ الحرارية، تؤكد استمرار تهريب وتدفق الأسلحة لهذه الميليشيا، وذهبت نحو إطلاق الطائرات المفخخة نحو أراضي المملكة العربية السعودية، مستهدفة الأعيان المدنية، في إصرار على إجهاض آمال السلام، التي تشكلت مع توجه القيادة الأمريكية الجديدة نحو إنهاء المأساة، التي سببها انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية.

 تنفيذ مخطط خارجي

قادة الميليشيا استقبلوا الإدانات المتواصلة من قادة العالم لهذا التصعيد، بالتأكيد على استمرارهم في تنفيذ مخطط خارجي، يهدف إلى إطالة أمد معاناة ملايين اليمنيين، إذ أصبحت هذه المعاناة، ورقة استثمار تستخدمها الميليشيا لابتزاز الداخل والخارج، بعد أن وضعت نحو عشرين مليون يمني أسرى المشروع الخارجي الذي تنفذه، على حساب هذه المعاناة، وهو أمر دفع بالشرعية والتحالف الداعم لها، للرد على ذلك التصعيد، ما تسبب في اشتعال معظم الجبهات، ومقتل العشرات في معارك لم تتوقف حتى الآن.

وخلافاً لما كان اليمنيون يتطلعون إليه من خطوات تتناغم والدعوات الدولية لإنهاء الحرب، وترحيب التحالف والشرعية بهذه الدعوات، جاء تصعيد الميليشيا، ليثبت أنها لا تمتلك قرارها، وأنها تسير ضمن مخطط إقليمي، هدف إلى استعمالها كأداة لضرب الأمن والاستقرار، وابتزاز المجتمع الدولي، لتحقيق طموحات عفى عليها الزمن.

ويرفضها الواقع والتطورات التي شهدتها المنطقة، تمادي ميليشيا الحوثي في تصعيدها حد استهداف التجمعات السكنية في مدينة مأرب، ومطار أبها المدني في السعودية، ما دفع بقيادات عسكرية بارزة في الشرعية، إلى دعوة الحكومة للانسحاب من اتفاق استوكهولم بشأن وقف إطلاق النار في الحديدة، والسماح للقوات المشتركة في الساحل الغربي، باستكمال مهمة تحرير مدينة وميناء الحديدة، حيث ترابط هذه القوات على مسافة أربعة كيلو مترات من الميناء. 

اتفاق السويد

 العميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية، قال: «نكرر دعوتنا للشرعية، لإسقاط اتفاق السويد سياسياً، وترتيب الصفوف حتى نقاتل كجبهة واحدة في مأرب أو في الساحل، ونحن ضد كل الاتفاقات والتفاهمات المنفردة مع الحوثي، حتى في قضية الأسرى. معركتنا واحدة، وعدونا واحد».

من جهته، دعا قائد قوات ألوية العمالقة، العميد عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي، حكومة الشرعية، إلى إسقاط اتفاق السويد سياسياً، كي تتمكن القوات المشتركة من إسقاط الحديدة عسكرياً، واستكمال تحريرها، والذي سيعمل على تعزيز باقي الجبهات التي يتفرد الحوثي في مهاجمتها، بسبب تعطيل العملية العسكرية في الحديدة.

 
Email