أزمة لبنان.. لا ضوء في نهاية النفق

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتواصل التوتر والتظاهرات في شوارع مدينة طرابلس اللبنانية، وسط انتشار كثيف للجيش بمعظم الشوارع الرئيسية.

وتأتي التظاهرات التي تشهدها مدينة طرابلس لليوم الرابع على التوالي احتجاجاً على الوضع الاقتصادي المتردي، وإجراءات الحكومة لمواجهة تداعيات فيروس «كورونا» المستجد.

وبالتزامن نظم أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت وقفة احتجاجية أمام منزل المحقق العدلي في ملف الانفجار القاضي فادي صوان في حي الأشرفية بالعاصمة اللبنانية، احتجاجاً على اعتكافه عن استكمال التحقيق في الحادث.

يذكر أن انفجاراً كان هز مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي وأسفر عن تضرر عدد من شوارع العاصمة ومقتل حوالي 200 شخص وجرح أكثر من 6 آلاف آخرين، وترك 300 ألف شخص بلا مأوى.

يأتي هذا فيما عادت السجالات السياسية في لبنان من جديد لتؤكد عمق الخلافات، وفي ظل مراوحة ملف تشكيل الحكومة مكانه في ظل نظام المحاصصة الطائفية، وما يتخلل ذلك من خلافات من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وأضيف إليه أمس تراشق كلامي بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيل بري.

الثلث المعطّل

موقع «لبنان 24» نقل عن بيان أصدره مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، أمس، رد فيه على اتهامات لعون بتعطيل تشكيل الحكومة. وقال إن أوساطاً سياسية وإعلامية تصر على الترويج بأن عون يطالب بـ «الثلث المعطل» في الحكومة، ما أدى إلى تأخير تشكيلها، نافياً «مثل هذه الادعاءات».

وأضاف «تجدد الرئاسة قولها إن عون لم يطالب مطلقاً بالثلث المعطل، وهو حريص في المقابل على ممارسة حقه في تسمية وزراء في الحكومة من ذوي الاختصاص والكفاءة».

وكان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كشف في وقت سابق، عن أن عون وصهره النائب جبران باسيل يطالبان بالثلث المعطل، أي بسبعة وزراء من أصل 18 وزيراً، (لتعطيل قرارات الحكومة والتحكم بها خلال التصويت).

بري من جانبه قال في بيان إنه «لا يجوز لأحد الحصول على الثلث المعطل، وإلا فلا قيمة للاختصاص، ولا لوجود شركاء ولا حكومة يثق بها الداخل والخارج».

فشل الفرقاء اللبنانيين في إخراج الحكومة إلى النور، دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للدخول مجدداً على خط الأزمة، وإعلان اعتزامه زيارة لبنان للمرة الثالثة، بعد تعثر المبادرة التي طرحها عقب وقوع انفجار مرفأ بيروت. واليوم عادت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، وأكدت في لقائها بري «إصرار بلادها وتمسكها بمبادرة ماكرون تجاه لبنان».

زيارة ماكرون

ونقلت قناة «دي دبليو» الألمانية عن مصادر دبلوماسية فرنسية قولها إن زيارة ماكرون الثالثة ستكون مختلفة عن سابقتيها، وخصوصاً فيما يتعلق بالإشراف المباشر على وضع الآلية التنفيذية للمبادرة الفرنسية موضع التنفيذ العملي، وفي بندها الأول تشكيل الحكومة. واستناداً لتاريخ الأزمات في لبنان، لا يبدي اللبنانيون وكثير من المراقبين تفاؤلاً بإمكانية رؤية الضوء في نهاية النفق المظلم رغم قوة نيران الاحتجاجات.

Email