تقارير «البيان»

السودان.. حكومة جديدة تواكب تطلّعات الشارع

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يتبقَ سوى أيام قلائل على إعلان رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، عن حكومته الانتقالية الجديدة التي يأتي تشكيلها عقب تضمين الفصائل المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام.

كما أنها ستتميز بأنها حكومة محاصصات حزبية تشارك فيها أحزاب قوى الحرية والتغيير التي ظلت تمثل الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية بجانب الفصائل الموقعة على السلام.

وتفادياً للتأخير الذي ظل سمة غالبة في عملية تكوين هياكل السلطة، حدد مجلس الشركاء الفترة الانتقالية مصفوفة زمنية لاستكمال هياكل الفترة الانتقالية، حيث قرر أن يطرح برنامج الحكومة، على أن يتم استكمال تشكيل مجلس السيادة وتشكيل مجلس الوزراء في الرابع من فبراير الجاري، كما حدد 15 فبراير لتعيين ولاة الولايات، فيما حددت المصفوفة 25 فبراير لتكوين المفوضيات والمجلس التشريعي.

ورغم أن الأوساط السودانية تتطلع لإسهام إكمال هياكل الحكم الانتقالي وملء الفراغ الدستوري، في تخفيف حدة الأزمات التي تحاصر السودانيين، لاسيما تلك المتعلقة بمعاش الناس، بعد التململ الذي يشهده الشارع جراء الغلاء.

إلّا أنّ مراقبين يرون أن رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك يسعى خلال الفترة المقبلة من عمر الفترة الانتقالية، لاستكمال عملية إعادة البناء التي شرع في إنفاذها خلال العام ونصف التي انقضت منذ توليه للمنصب، معتبرين أنّ حمدوك نجح في العديد من الملفات الكبيرة والمصيرية من خلال ما حققه من انفتاح خارجي، توج برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وغيرها بالرغم من عقبات الانتقال وتأثيرات جائحة كورونا.

سقف تطلعات

ويشير المحلل السياسي الجميل الفاضل لـ«البيان»، إلى أنّ سقف أحلام الجماهير عالٍ، لافتاً إلى أنّ غالبية الناس يعتقدون أن الحكومة القديمة هي أس البلاء، وأن العلل موجودة في بعض الوزراء الذين تولوا الحقائب الوزارية في الفترة الانتقالية. وأوضح الفاضل أنّ الأزمة في السودان مركبة ومعقدة، وهناك تشوهات عميقة ومتجذرة في بنية الدولة وبنية الاقتصاد، فضلاً عن الاختلالات الهيكلية الكبيرة في الخدمة المدنية أو العسكرية أو في الاقتصاد الكلي.

حاضنة

ويلفت الفاضل، إلى أنّ مهمة إصلاح كل الخلل الموجود في بنية الدولة السودانية مهمة عسيرة وشاقة وصعبة، ويمكن عدم اكتمالها حتى بنهاية الفترة الانتقالية، متوقعاً أن تقطع حكومة حمدوك شوطاً في هذا المضمار باعتبار أنها حكومة لديها حاضنة إقليمية ودولية، تساندها وتقف بجانبها مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول الإقليم، لاسيما العربي.

ويشير الفاضل إلى أنّ هذه الحاضنة لن تسمح للأوضاع في السودان بأن تتدهور لأكثر مما كان عليه الحال، ولكن ليس بالصيغة والطريقة التي يتطلع إليها الشارع السوداني باعتبار أنّ الشارع يرغب في حلول عاجلة فورية ووقتية، إلّا أنّ مهمة هذه الحكومة هو إعادة بناء الدولة السودانية، مضيفاً:

«يؤكد ذلك ما يصدر من تصريحات من قبل وزير العدل نصر الدين عبد البارئ، بأنّ هذه الفترة ليست فترة انتقالية وإنما فترة تأسيسية وهناك فرق كبير بين الانتقال والتأسيس، وبالتالي وضع اللبنات لدولة سودان المستقبل هو الفكرة الأساسية التي تتجه إليه الحكومة المقبلة».

Email