«أوتار الصباح» تعزف في فلسطين رغم «كورونا»

لمى أبو زينة أثناء تقديم برنامجها | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الموهبة والإرادة النادرة تُفصحان عن نفسيهما في الأزمات والمواقف الصعبة، لأن أصحابهما لهم مزايا وصِفات وخِصال وافرة، يتمتعون بها عمّا سواهم. شيء من هذا القبيل، رسخته الإعلامية الفلسطينية لمى أبو زينة، قولاً وفعلاً وسلوكاً، عندما أصرّت على التواصل مع مستمعيها ومتابعيها، عبر أثير ومنصات راديو وتلفزيون «كل الناس» الذي يبث من مدينة طولكرم الفلسطينية، حتى وهي تئن تحت وطأة فيروس «كورونا».

وقصّت لمى تجربتها: «لطالما حذّرتُ المستمعين والمشاهدين مع كل إطلالة صباحية عليهم من خلال برنامجي الصباحي أوتار الصباح من خطر الإصابة، وضرورة اتباع الإجراءات الوقائية، إلا أنني لم أكن أتخيل أن أقع فريسة للفيروس، وكنت يومياً أتناول قصص وحكايات المصابين، والمتعافين، لتعريف الجمهور بتجاربهم، وشعرت بالحيرة في بادئ الأمر، كيف لي أن أحذر الآخرين وأنا نفسي مصابة؟ لكني اخترت الخروج من دائرة الاتهام المجتمعي، والتواصل مع جمهوري طوال أيام الحجر، ولم أنقطع عنهم يوماً».

أضافت لـ«البيان»: «بالرغم من حذري الدائم، حملت الإصابة بالفيروس بكل رحابة صدر، على اعتبار أن الكل معرّض للإصابة، وأمضيت فترة الحجر في البيت بناء على توصية من وزارة الصحة الفلسطينية، وفي اجتماع افتراضي مع إدارة المؤسسة، قررت الاستمرار في تقديم برنامجي الصباحي، لعل التجربة تضفي جدية أكثر في النصائح، فكان عليّ أن أمزج بين الطمأنينة والحذر، وشرحت للمستمعين الأعراض الحقيقية التي شعرت بها، ولم تفارقني الابتسامة التي يعرفني بها جمهوري، كي أبعدهم عن الذعر والهلع المبالغ به».

تواصل: «بأقل الإمكانات المتوافرة، تمكنت من الاستمرار مع المتابعين، كنت أنا وهاتفي المحمول، ستاند الهاتف، حديقة منزلي، وتواصل معي طاقم العمل من زملائي، من خلال تقنية البث المباشر، ليتم نقلها عبر الراديو والتلفزيون».

لمى أثبتت أن الإرادة لا تُقدّر بثمن، فهي من النعم التي أفاء الله بها عليها، ولم تكن تحتاج سوى تشجيع مؤسستها، كي تفجّر طاقاتها، وتتجلّى إبداعاتها بأسمى معانيها، فواصلت تقديم ما لذّ وطاب من الفنون الصحافية، ولم يفلح فيروس كورونا في حجبها عن جمهورها.

Email