ما علاقة «كورونا» بالتفجيرين الانتحاريين في بغداد؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف التفجيران الانتحاريان اللذان تبناهما تنظيم «داعش» في بغداد ثغرات في الأجهزة الأمنية العراقية المنشغلة إلى حدّ بعيد بالتعامل مع تداعيات انتشار وباء «كورونا» (كوفيد 19) والتوترات السياسية وتصاعد نفوذ المجموعات المسلحة المتنافسة.

وقتل ما لا يقل عن 32 شخصاً وأصيب أكثر من 100 بجروح في التفجيرين اللذين وقعا أمس الخميس، في اعتداء حصد العدد الأكبر من القتلى منذ ثلاث سنوات في العاصمة التي شهدت هدوءاً نسبياً منذ هزيمة تنظيم «داعش» نهاية عام 2017.

ويقول الباحث جاك واتلينغ من «المعهد الملكي لخدمات الأمن والدفاع» في لندن: «تنظيم داعش لم يعد، لكن هناك بعض المشاكل الواضحة جداً في قطاع القوات الأمنية العراقية، وما حدث خير دليل على ذلك».

وأعلن التحالف الدولي العام الماضي بعد سحب قواته من ثماني قواعد في العراق، أن الجيش العراقي بات قادراً على محاربة فلول المتشددين وحده.

خلال الفترة ذاتها، ومع تحسن الأوضاع الأمنية، رفعت السلطات حواجز خرسانية ونقاط تفتيش كانت موجودة منذ سنوات طويلة في بغداد. كما حركت وحدات أمنية مهمة لملاحقة خلايا التنظيم المتشدد في مناطق ريفية خارج المدن وسلّمت وحدات أقل خبرة مسؤولية الأمن في العاصمة.

ويقول المحلّل الأمني أليكس ميلو إن «تنظيم داعش كان يبدو أضعف من أن يتمكن من شن هجمات»، لكنه «وجد ثغرة يمكنه النفاذ منها».

وأعطى المسؤول العسكري الأمريكي أمثلة على ذلك. في ديسمبر الماضي، اضطرت قوات التحالف إلى تنفيذ ضربة جوية قرب الموصل (شمال) بعد أن سمح تراخي القوات العراقية على الأرض للمتشددين بالعودة إلى التحرك.

وقتل في الضربة 42 متشدداً، وهو عدد كبير في ظروف تواجد قوات برية في المكان.

ويشكل العمل في ظل هذه التوترات تحدياً كبيراً بالنسبة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وتولى الكاظمي رئاسة الحكومة بعد شغله منصب رئيس جهاز المخابرات في البلاد. واعتمد بشكل رئيسي على جهاز مكافحة الإرهاب الذي تلقى تدريباته على أيدي القوات الأمريكية لملاحقة الخلايا الإرهابية واعتقال مسؤولين فاسدين والحد من هجمات الجماعات المسلحة التي تطلق صواريخها في اتجاه السفارة الأمريكية.

وأكد الكاظمي أن ما حصل يوم أمس «خرق لا نسمح بتكراره، لقد وعدنا شعبنا بالأمن، وهذا الخرق دليل ومؤشر على أن هناك خللاً يجب الإسراع لمعالجته». وقال الكاظمي خلال ترؤسه الجلسة الاستثنائية للمجلس الوزاري للأمن الوطني إن «أجهزتنا الأمنية قامت بجهد كبير خلال الأشهر الأخيرة وكانت هناك عمليات كبيرة ضد عصابات داعش الإرهابية ونجحت أغلب عملياتنا، وهناك محاولات يومية لداعش للوصول إلى بغداد تم إحباطها بعمليات استباقية، وللأسف تمكنت من ذلك يوم أمس وسالت دماء بريئة، ولن نسمح بتكرار الخروقات الأمنية».

 

Email