الانتخابات رهان الفلسطينيين لبلوغ التغيير

ت + ت - الحجم الطبيعي

في التحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات الفلسطينية، ما يحمل أدلة وقرائن، على عدم الإفراط في الثقة لإنجازها، بالنظر إلى التجارب غير السعيدة التي حملتها المرات العديدة التي تم خلالها التوافق على إجراء الانتخابات، غير أنها لم تنفّذ، ما خلق حالة من عدم الثقة بين القيادة الفلسطينية وشعبها.

يأتي ملف الانتخابات هذه المرة في ظل متغيرات عديدة طرأت على المشهد الفلسطيني، ما جعل الشارع الفلسطيني ينظر إليها كقضية تمس عصباً حسّاساً، لكونه يختص في إمكانية الوقوف على قيادة سياسية جديدة للشعب الفلسطيني، وإحداث تغيير جذري في النظام السياسي الفلسطيني.

ربما انشغل الفلسطينيون، كما يرى مراقبون، عن مهام التفكير في تغيير نظامهم السياسي، سواء بسبب الضائقة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، أو جائحة كورونا التي ألقت بظلال قاتمة على المشهد وزادت الطين بلّة، إلّا أنّهم لن يترددوا في السير بالطريق رغم وعورته، بالنظر للضغوط الخفية التي تحاول التأثير على سير العملية الانتخابية، كلما عُقدت النية لإجرائها.

متغيرات

ووفق المراقبين، فإنّ المتمعّن في واقع الفصائل الفلسطينية المختلفة، يجد أنها أغلقت على حماسة عالية، بل ومنقطعة النظير، لإجراء الانتخابات، فيما يبقى السياق العام رهناً للمتغيرات التي قد ترافق العملية الانتخابية، وإن كان الهدف منها إنهاء الانقسام الفلسطيني، بحكومة فلسطينية ائتلافية. ويبرز على شاشة عرض الانتخابات وبوضوح اسم حركتي فتح وحماس.

فيما خلف الصورة أغلبية كبيرة قد يكون لها حضور فاعل يفاجئ الحركتين، ومرد هذا السيناريو رفض الأغلبية في المجتمع الفلسطيني، تأثير جهات خارجية داعمة لبعض التيارات الفلسطينية، في السباق الانتخابي.

مطلب مهم

وأكّد المعلّق السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية، طلال عوكل، أنّ الانتخابات الفلسطينية باتت مطلباً مهماً، فضلاً عن أنّ القيادة الفلسطينية باتت مُلزمة بإجرائها في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، على الرغم من أنّ هذه الانتخابات قد لا تكفي لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، لكنها قد تكون خطوة أولى لتحقيقها.

ويرى عوكل، أنّ الانتخابات وحدها لن تكون كافية لحل جميع الملفات الفلسطينية، لذا يجب أن تتبعها إجراءات أخرى لجهة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني. بدورهم، يتساءل محللون، عن إمكانية إجراء انتخابات خاصة بالمجلس الوطني، في حال جرت الانتخابات التشريعية والرئاسية، كما أن إجراء الانتخابات في القدس المحتلة، قد يواجه عقبات كبيرة.

Email