بلاد القمح تشكو أزمة الخبز

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرف الجزيرة السورية التي تقع في الجزء الشرقي من سوريا بأنها السلة الغذائية لكل المحافظات السورية، ذلك أن القمح يتركز في تلك المناطق التي تشكل ما يقارب 29 في المئة من الأراضي السورية، بل إن الإنتاج السوري من القمح طوال العقود الأخيرة كان يشكو من زيادة التخزين، فالإنتاج في كل عام يكفي سوريا سبع سنوات حسب تقديرات خبراء في الزراعة.

ولكن السنوات الأخيرة شكلت تراجعاً خطيراً في إنتاج القمح السوري لعدة أسباب منها ما يعود إلى الحرب، ومنها يعود إلى هجرة الشباب، فيما السبب المباشر هو التهجير من منطقة إلى أخرى، فضلاً عن حالة عدم الاستقرار في المناطق الزراعية.

وفي دمشق على سبيل المثال، لا تزال أزمة الخبز تلقي بظلالها على الأوضاع اليومية في العاصمة، بينما يرى آخرون أن المشكلة أصبحت قضية رأي عام في كل المناطق السورية، بما فيها المناطق المنتجة للقمح على سبيل المثال في مدينة القامشلي.

وفي ظل هذا النقص في مادة القمح، في بلد غرق في الحرب على مدار عشر سنوات، بات من الطبيعي أن تدخل روسيا على خط أزمة القمح، حيث زودت سوريا 100 ألف طن من القمح مساعدات إنسانية بداية العام الماضي وتعتزم تقديم المزيد، حسب تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشهر الماضي.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع نظيره السوري فيصل المقداد: «فيما يتعلق بمهام استعادة الاقتصاد السوري، فتم اتخاذ قرارات جادة للغاية في الأسابيع الأخيرة، ما سيزيد بشكل كبير من قدرات النداء الموحد لتنظيم العمل بطريقة منهجية. ونستمر في تقديم المساعدة الإنسانية، وقمنا بتسليم 100 ألف طن من القمح الروسي، وستستمر عمليات التسليم». 

لقد تحولت مادة القمح إلى مادة نادرة في سوريا، باعتبارها من السلع الاستراتيجية واللاعب الرئيس في الأمن الغذائي، ولذا كان هناك ثمة محاولات فساد للسيطرة على هذه المادة وفق تأكيدات حكومية سورية.

Email