«الناس شركاء».. مبادرة مجتمعية تروي عطش القضارف السودانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام» تحت هذا الشعار قاد عبدالعظيم مبادرته لتخفيف حدة العطش، الذي ظل يمثل مشكلة مزمنة تؤرق سكان القضارف المدينة السودانية الأغنى على الإطلاق، فرغم الإمكانات التي تزخر بها ولاية القضارف شرقي السودان وموسم الأمطار، الذي يمتد فيها لأربعة أشهر إلا أنه وبانتهاء فصل الخريف تبدأ معاناة الأهالي في سبيل الحصول عن مياه الشرب، في ظل تهالك شبكة الإمداد القديمة ووعود حكومية متعاقبة لا تزال معلقة، في الحل الجذري للأزمة عبر مد المدينة من محطة سد (سيتيت) حديث الإنشاء على نهر عطبرة.

طرح عبدالعظيم مبادرته «الناس شركاء»، التي كانت مقتصرة على توفير مياه الشرب لنزلاء المستشفى العمومي بالمدينة، ولكن مع اشتداد حدة العطش والانقطاع المتواصل للإمداد المائي عقب تعطل المحطة الرئيسة، التي تغذي المدينة من منطقة الشواك، فما كان من بد غير إيقاد «شمعة في الظلام»، كما يقول بدلاً عن لعن الظلام، ويضيف عبد العظيم المعروف بـ«أبو رامي» في حديث لـ«البيان»: «طرحت المبادرة على مكتب والي الولاية بالاستفادة من تناكر المياه التابعة للمؤسسات الحكومية، ووجدت المبادرة ترحيباً كبيراً، وتمت مخاطبة عدد من المؤسسات عبر مكتب والي الولاية».

تخفيف العطش

تقوم مبادرة «الناس شركاء» على فكرة الاستفادة من شاحنات المياه «تناكر» التابعة لمؤسسات الخيرية، وتلك التي يتبرع بها الخيرون من الأهالي في توفير مياه الشرب من المصادر البعيدة، ونقلها إلى الأحياء والمناطق التي لا يصلها الإمدادات المائية عبر الشبكة المحلية، ورغم أن المبادرة مبسطة إلا أنها أسهمت كثيراً في تخفيف حدة العطش لكثير من الأسر بتلك الأحياء، التي ظلت لأسابيع تعتمد على «عربات الكارو»، التي تجرها الدواب في الحصول على المياه النقية، إذ يتم شراء البرميل الواحد، بما يقارب الـ400 جنيه.

ويشير عبدالعظيم عثمان صاحب المبادرة إلى أن «الناس شركاء» أسهمت بشكل كبير في تخفيف الضغط على البسطاء، الذين يقومون بشراء عبوة المياه الصغير بنحو 20 جنيها، كما أنهم استطاعوا الوصول إلى أحياء المدينة الطرفية والبعيدة عن مركز المدينة، حيث شبكة المياه المحلية. ويؤكد والي ولاية القضارف سليمان علي، الذي تبني مبادرة «الناس شركاء» أن المبادرة تمثل حلاً إسعافياً لسد الفجوات في جدول توزيع المياه للأحياء، التي انقطع عنها الإمداد لفترات طويلة.

Email