استوديو تصوير يوثق تاريخ نابلس منذ 70 عاماً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وثق استوديو الشحروري، على مدار سبعة عقود، حقباً تاريخية مهمة في حياة الأسر الفلسطينية، ومثّل جزءاً مهماً من أعمار أفرادها، الذين تقاسموا من خلاله الذكريات الجميلة، وشكّل حلقة وصل بين الأجداد والأحفاد، عبر صور تذكارية، تعكس انفعالاتهم العاطفية، وميولهم وأذواقهم وثقافاتهم. ورغم ثورة الهواتف الذكية المزودة بكاميرات عالية الدقة، والتي أتاحت للناس تصوير كل تفاصيل حياتهم باستمرار، ظل الاستوديو محافظاً على وجوده وسط نابلس شمالي الضفة الغربية، حتى الآن، كأقدم استوديوهات التصوير في المدينة.

يقول حسام الشحروري لـ «البيان»: «أسس هذا الاستوديو، والدي المرحوم برهان الدين الشحروري، في أوائل خمسينيات القرن الماضي، كان يهوى التصوير منذ طفولته، وبدأ مهنته كمصور متجول في فلسطين، تعلمت المهنة أنا وأربعة من أشقائي من الوالد، وورثنا عنه الاستوديو، وحافظنا على وجوده على مدار 70 عاماً، سجلنا خلالها أجمل اللحظات والذكريات للكثيرين، لا يكاد يخلو منزل من منازل نابلس وقراها والمدن المجاورة لها، من بعض الصور التي ختمت بختم استوديو الشحروري، والتي شكلت على مدار سبعة عقود، أرشيفاً اجتماعياً للفلسطينيين».

لا يزال الأبناء يحتفظون بكاميرات تصوير مضى عليها عشرات السنين، ويضعونها في كل أركان الاستوديو، من بينها الكاميرا القديمة لـ «استوديو الشحروري»، وهي كاميرا «لينهوف»، ألمانية المنشأ، تجاوز عمرها 120عاماً، ولا تزال تعمل حتى الآن، فيما لا يزال الأبناء يحتفظون بأفلام «نيجاتيف» قديمة، مر عليها أكثر من ستة عقود، كتب عليها أسماء أصحابها، وتاريخ التقاطهم للصور.

ويمتلك الاستوديو، وفق الشحروري، أرشيفاً غنياً بالصور القديمة، تعود لشخصيات سياسية عربية وفلسطينية، من بينهم رؤساء عرب، توفاهم الله، مثل الملك حسين بن عبد الله، والرئيس جمال عبد الناصر، إذ كان والدهم الراحل، يضع بصمته كمصور محترف مع كل شخصية عربية تزور فلسطين، قبل عشرات السنين. ويعتبر الشحروري، الأرشيف الغني بالصور القديمة، بمثابة إرث وتراث للاستوديو، يخلد ذكريات ومواقف جميلة لا تنسى.

يرى حسام الشحروري، أنّ مهنة التصوير تراجعت اليوم كثيراً، في ظل ثورة التطور التكنولوجي، قائلاً، وهو يشير إلى مدخل الاستوديو: «هنا كان يقف المرتادون مع عائلاتهم طوابير، ينتظرون دورهم لالتقاط الصور التذكارية لهم، لا سيّما في المناسبات والأعياد، كان الاستوديو دائماً يعج بالحركة والأصوات، على عكس اليوم، فبالكاد يدخل إليه شخص واحد لالتقاط صورة لبطاقة هوية، أو جواز سفر، فلم يعد للاستوديو من داعٍ، في ظل توفر الهواتف الذكية المتطوّرة».

 

Email