«الوفاق» تحضّر لحرب وشيكة ضد الميليشيات تمهيداً للحل السياسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت تلوح في الأفق نذر حرب جديدة غرب ليبيا، يُنتظر أن تستهدف الميليشيات المتطرّفة وأمراء الحرب المتورطين في الاتجار بالبشر، وتنظيم رحلات الهجرة السرية، إذ أكّد وزير الداخلية المفوض في «الوفاق»، فتحي باشاغا، أنّه يجري حالياً التحضير لعملية عسكرية واسعة ضد المسلحين المتطرفين ومهربي البشر في الغرب الليبي، داعياً الولايات المتحدة لمساعدة «الوفاق» على خوضها. وكشف مراقبون، عن أنّ الهدف من وراء شن الحرب على الميليشيات هو تعبيد الطريق أمام الحل السياسي، لاسيّما في ظل الاتهامات التي تلاحق «الوفاق» باحتضان الجماعات الإرهابية، مشيرين إلى أنّ باشاغا ربط إعلانه عن الاقتراب من بداية المواجهة، باستعداده لتولي رئيس حكومة وحدة وطنية خلال المرحلة المقبلة.

ورجّحت مصادر مقرّبة من «الوفاق»، أن تعمل تركيا من خلال مشاركتها في المواجهة المنتظرة، على تبرير وجودها في الغرب الليبي سواء للإدارة الأمريكية الجديدة، أو الاتحاد الأوروبي، لافتة إلى أنّ أنقرة تسعى لإظهار نفسها كداعمة للاستقرار ومناهضة للإرهاب، ولو من خلال ضرب الميليشيات التي كانت حليفة لها في معاركها في مواجهة الجيش الوطني، وعلى رأسها ميليشيات من طرابلس والزاوية وزوارة.

وأضافت المصادر، أنّ الاجتماع الأمني الطارئ الذي عقدته المخابرات التركية في أنقرة، مع مسؤولين من «الوفاق» يصب في هذا الاتجاه، وأنّ النظام التركي يحاول من خلال المشاركة في الحرب ضد الإرهابيين والمهربين في غرب ليبيا لاستجداء موقف مؤيد من إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، برفع العقوبات المسلطة على بلاده بسبب شراء منظومة الدفاع الروسية «إس 400». ولفتت إلى أنّ النظام التركي يهدف لإعادة جسور التواصل مع واشنطن وعواصم أوروبية بالاعتماد على الورقة الليبية، وأنه بعد أن كان يتجه شرقياً بدق طبول الحرب في منطقة الخط الأحمر سرت الجفرة، تحول إلى غرب طرابلس لخوض معركة بدعوى مكافحة الإرهاب والتهريب.

وفي إطار الاستعداد لمواجهة مخاطر تسلل الإرهابيين، وجّه الرئيس التونسي، قيس سعيد، بتكثيف التواجد العسكري على الحدود التونسية الليبية، ومضاعفة الجهود لملاحقة الخلايا الإرهابية المنتشرة في البلاد. وقالت الرئاسة التونسية، في بيان، إنّ سعيد بحث مع المدير العام لوكالة الاستخبارات والأمن للدفاع، الجنرال حبيب الضيف، جملة من المسائل ذات العلاقة باستعداد الجيش التونسي للذود عن الدولة ومؤسساتها. 

ووفق مصادر مطلعة، فإنّ سعيد أعطى تعليماته لتكثيف الانتشار العسكري على الحدود التونسية الليبية، ومضاعفة الجهود لملاحقة الخلايا الإرهابية المنتشرة في البلاد.

على صعيد متصل، أكّدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والفريق الأمني العامل لليبيا، في بيان، دعمهما الكامل للجنة العسكرية المشتركة والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار. وأشادت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، بجهود اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، والتقدم المحرز حتى الآن نحو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك عمليات تبادل المعتقلين التي تمّت تحت إشراف اللجنة العسكرية المشتركة، كجزء من تدابير بناء الثقة الأوسع، واستئناف الرحلات الجوية إلى جميع أنحاء ليبيا، والاستئناف الكامل لإنتاج وتصدير النفط، والتوحيد وإعادة الهيكلة المقترحة لحرس المنشآت النفطية. وجددت البعثة، دعوتها لجميع الأطراف للالتزام بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، بما في ذلك حماية المدنيين، لاسيما من خلال السماح وتسهيل إيصال المساعدات والخدمات الإنسانية بشكل آمن وسريع إلى جميع المجموعات المتضررة من فيروس كورونا.

Email