لبنان يترقّب المعادلة الإقليمية بعد «القمّة الخليجية».. وقلق من انفلات «حزب الله»

ت + ت - الحجم الطبيعي

انشغل الداخل اللبناني بقراءة مضامين مخرجات القمة الخليجيّة الإيجابيّة في العُلا، في المملكة العربية السعودية.

ومن العموميّات إلى الخصوصيّات، لم تغِبْ ما أملته قمّة قادة مجلس التعاون عن القراءات السياسيّة، لجهة «أن يستجيب اللبنانيّون لنداء المصلحة العليا، والتعامل الحكيم مع التحديات التي تواجه الدولة اللبنانية، وبما يلبّي التطلّعات المشروعة للشعب اللبناني» أولاً، وسط الجمود المخيّم على جبهة التأليف الحكومي، والمرشّح أن يتوالى فصولاً في قابل الأيام، وربّما الأسابيع، كما لجهة إشادة بيانها الختامي بـ«قرارات الدول التي صنّفت حزب الله كمنظّمة إرهابيّة»، مرفقة بـ«حض الدول الصديقة لاتخاذ مثل هذه الخطوات، للتصدّي للإرهاب وتجفيف منابع تمويله».

قراءات سياسية

ومن بوّابة إدانة «حزب الله»، والتي التقى عليها أهل البيت الخليجي كلّهم، ضجّت القراءات السياسيّة بالتوقّعات المتّصلة بهذا الشأن، ومفادها أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تشدّداً إضافيّاً وأوسع، عربياً وخليجيّاً، في التعاطي مع «حزب الله»، في حال بقي متحكّماً بمسار الأمور الداخليّة، إنْ في السياسة، حيث يدفع مع حلفائه نحو حكومة يستطيعون التحكّم بقراراتها، أو عسكريّاً، حيث يسرح ويمرح مقاتلوه والصواريخ ذهاباً وإياباً بين الأراضي اللبنانيّة والعربيّة، أو استراتيجيّاً، حيث يمعن في ربْط بيروت بالمحور الإيراني ويعتبرها ساحة هذا المحور متى دعت الحاجة.

ولعلّ التصريحات الإيرانيّة الأخيرة بأنّ لبنان «منصّة صواريخ متقدّمة لطهران» خير دليل.. وهنا، ارتفع منسوب التحذير من مغبّة الذهاب نحو خيارات تعارض الإجماع الذي شهدته القمّة الخليجيّة، خصوصاً أنّ لبنان لطالما كان شعاره «مع العرب إذا اتفقوا، وعلى الحياد إذا اختلفوا».

قلق استثنائي

إلى ذلك، وبعد «قمّة العلا»، التي أتت تتوّج الاستنفار في أكثر من اتجاه ضدّ التدخلات الخارجية، أجمعت قراءات لبنانيّة متعدّدة على ضرورة ترقّب ما ستحمله الأيام المقبلة، لناحية كيفيّة تعاطي إيران مع القرار الحازم الخليجي ضد التدخلات الخارجية في المنطقة.

وفي انتظار تبيان معالم المرحلة المقبلة، برز قلق استثنائي حيال تداعيات ما سيحصل، بسبب تمحور كل من إيران و«حزب الله» على أساس «كيان واحد»، بما يجعل ‏الوضع أشدّ دقّة بالنسبة إلى لبنان، والذي دخل في مرحلة ترقّب لما سيكون عليه الوضع من انعكاسات وتداعيات عليه، وصولاً إلى تحميل جهات لبنانية فاعلة «حزب الله» مسؤولية أيّ مغامرة عسكريّة نيابة عن إيران، يجعل من خلالها لبنان ساحة مواجهة أو «صندوقة بريد» لتبادل رسائل التصعيد.

Email