الخرطوم وواشنطن.. كتاب علاقات جديد صفحاته الشراكة والتعاون

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التوقيع رسمياً على قرار شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وصل إلى الخرطوم وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوتشن على رأس وفد يؤكد من خلال الزيارة الجانبان طي صفحة الماضي وفتح كتاب جديد من العلاقات التي اتسمت على مدى العقود الأخيرة بالتوتر والتأزم في ظل حكم الرئيس المعزول عمر البشير الذي أطاحت به ثورة شعبية إذ وضعت الولايات المتحدة السودان على قوائم الدول الراعية للإرهاب منذ العام 1993 إلى أن جاءت التطورات السياسية الأخيرة في السودان التي انتهت بالإطاحة بحكم البشير، وتولي حكومة جديدة للسلطة في البلاد، فدشنت مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين في حين كانت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إلى الولايات المتحدة نقطة تحول، حيث أسفرت عن الموافقة على تبادل السفراء لأول مرة منذ ٢٣ عاماً، مما يعطى مؤشراً إيجابياً نحو وجود تحول جذري في العلاقات السودانية الأمريكية.

وأسفرت زيارة منوتشن اليوم عن توقيع الجانبين مذكرة تفاهم لتصفية متأخرات السودان للبنك الدولي كأولى الخطوات نحو بناء علاقات استراتيجية وثيقة بين البلدين.

وأكد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان خلال لقائه بمنوشين حرص بلاده على تطوير علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة في كل المجالات وخصوصاً في المجالات الاقتصادية، كما أكد من جانبه وزير الخزانة الأمريكية حرص بلاده على تطوير العلاقات بين البلدين. وأشاد وفد الخزانة الأمريكية بالجهود التي بذلت وتوجت بالتوقيع على اتفاق جوبا لسلام السودان، ووعد بالمساعدة في تنفيذ بنود اتفاقية السلام مؤكداً حرصه على إلحاق الحركات غير الموقعة على الاتفاق بعملية السلام.

بدوره، رحب حمدوك بزيارة منوتشن ووصفها بـ «التاريخية». ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن حمدوك قوله إن هذه الزيارة تأتي في وقت تُحقق فيه علاقاتنا الثنائية قفزات تاريخية نحو مستقبل أفضل، نحنُ نُخطط لاتخاذ خطوات ملموسة اليوم لتدشين دخول علاقاتنا الثنائية آفاقاً أرحب.

وتأتي زيارة الوفد الأمريكي تزامناً مع استمرار اجتماع آليات تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان، والذي يضم أطراف العملية السلمية والوفد الحكومي. وقال عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي إنه تم الاتفاق على جميع الآليات الأساسية المتعلقة بتنفيذ اتفاقية السلام، حيث تم التوافق على الآلية العليا لمتابعة وتقييم الاتفاق، مبيناً أن هذه الآلية تضم بجانب الحكومة الأطراف الموقعة على اتفاق جوبا والضامنين بجانب منظمات وأطراف دولية أخرى.

وأضاف أنه تم الاتفاق على تشكيل اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ الاتفاقية وهي معنية بحسم الخلافات وتسوية التباينات التي تظهر أثناء التنفيذ، مبيناً أن اللجنة لديها الحق في المطالبة بتقارير من الآليات المعنية بتنفيذ اتفاقية السلام.

يشار إلى أن منوتشن وصل إلى الخرطوم اليوم على رأس وفد في زيارة للسودان تستغرق يوماً واحداً، وتأتي زيارته في إطار جولة في منطقة الشرق الأوسط تشمل عدداً من دول المنطقة.

Email