الغـرب الليبي يعيش الانفـلات والفوضـى

رهان ليبي على الجيش الوطني في طرد الغزاة واستعادة الأمن والاستقرار| أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاش المشهد الليبي تطوّرات لافتة كان عنوانها الأبرز استعادة السيادة عبر دعوات لإخراج المرتزقة الأتراك من البلاد، والمضي قدماً في طريق لحلول متوافقة تجمع الليبيين وتحفظ وحدة واستقرار البلاد، فيما لا يزال الغربي الليبي يعيش الفوضى والانفلات الأمني الذي جسّده اغتيال أحد عناصر ميليشيا موالية لتركيا في طرابلس، وتنامي الرفض الشعبي للوجود التركي المتسارع غربي البلاد.

وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، طالب أعضاء في ملتقى الحوار الليبي، بمنع كل أشكال الوجود العسكري الأجنبي، وإخراج المرتزقة والقواعد الأجنبية من ليبيا، داعين كل النخب السياسية الليبية للعمل معاً للوصول إلى حلول سياسية توافقية للمحافظة على وحدة وسيادة واستقرار البلاد. ولفت الأعضاء لما وصفوه الآثار السلبية لمختلف أشكال التدخلات الأجنبية في شؤون ليبيا، والتي أدت إلى تدفق السلاح والمرتزقة على البلاد بالمخالفة للقرارات الدولية، في إشارة إلى الدور التركي الخبيث في الأزمة الليبية والذي أغرق البلاد بالمرتزقة والأسلحة.

وطالب بيان عن أعضاء ملتقى الحوار، لتشكيل لجنة للمصالحة لتوفير شروط ومتطلّبات المصالحة الوطنية الشاملة، كأولوية لبرنامج السلطة التنفيذية الجديدة، بما يحقّق الاستجابة لحقوق المبعدين والمهجرين والنازحين، وضمان مشاركتهم المتساوية في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة وفق التدابير الضرورية اللازمة، فضلاً عن التشديد على ضرورة إشراك مجالس المشايخ والأعيان والمكونات الاجتماعية في كل الدوائر الانتخابية، وبرعاية ومساعدة البعثة الأممية للدعم في ليبيا.

ولم ينسَ الموقعون على البيان، الدعوة لدعم وتشجيع وتبني مخرجات الحوار السياسي الليبي، للوصول إلى بناء الشرعية الدستورية، من خلال إنجاز الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أواخر العام الجاري، مع حض السلطة التنفيذية المنتظرة على العمل الجاد لإنهاء مظاهر الانقسام وتوحيد المؤسسات، واحترام المواعيد المتفق عليها في النصوص المقترحة بخارطة طريق المرحلة التمهيدية، والالتزام الكامل بما ورد فيها.

انفلات وفوضى

في الأثناء، تستشري حالة من الفوضى والانفلات الأمني في الغرب الليبي، إذ تم اغتيال ناشط في ميليشيا موالية لتركيا، بما عدّه مراقبون جزءاً من تصفية حسابات بين الجماعات المسلّحة، فيما تصاعد الغضب الشعبي على الوجود التركي، الأمر الذي أجبر على تحديد تحرّكات العسكريين الأتراك والمرتزقة خشية من تعرضهم لهجمات.

ولعل أكثر ما يخيف تركيا، وفق مصادر مصادر مطلعة لـ«البيان»، هو وجود عناصر داخل الميليشيات ترفض وجودها في ليبيا، وترفض هيمنة جماعة الإخوان على المشهد السياسي. وكشفت المصادر، عن أنّ مخابرات نظام أردوغان تعمل على الأرض وعبر عملاء محليين وأجانب، على رصد المواقف المعادية للنظام التركي لقطع الطريق أمام أي تمرد مسلح أو انتفاضة مسلحة ضد الأتراك. ولفتت المصادر إلى أنّ مئات الناشطين الرافضين للتدخل التركي زُجّ بهم في السجون، وأشرف على التحقيق معهم ضباط أتراك.

Email