العراق 2021.. هل ينجو من دور «حلبة الصراع»؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

استقبل العراق أول أيام العام الجديد بقلق من أن يصبح مجدداً ساحة صراع إقليمي ودولي، في ظل معادلات داخلية لا يزال للميليشيات دور بارز في رسم معالمها القاتمة. ففي العام الماضي 2020 كاد العراق أن يتحول إلى ساحة حرب شاملة بالوكالة.

ففي الثالث من يناير، قُتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في ضربة جوية أمريكية في العراق، وبرفقته عدد من قادة الميليشيات. رداً على ذلك، أطلقت إيران عشرات الصواريخ «أرض أرض» على قاعدة عين الأسد في العراق، وموجة ثانية من الهجمات الصاروخية التي بلغ عددها أكثر من 35 صاروخاً نحو القوات الأمريكية في العراق.

بعد مرور عام، ما زال هذا التوتر يحتل مكانة بارزة في رسم السياسات والتوقعات في العراق. فليس من مصلحة أي من طرفي النزاع، سواء إيران أو أمريكا، نقل الصراع إلى ساحة أخرى خارج العراق. وهناك العديد من قادة الميليشيات العراقية ممن يريدون هذا السيناريو. فأمس، دعا زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، إلى تظاهرة في ساحة التحرير غداً، وهي خطوة ستخدم في النهاية خطاب التحريض ضد الولايات المتحدة داخل العراق.

واتهمت أمريكا، قاسم سليماني بالمسؤولية عن الهجوم الذي وقع في قاعدة كي وان في كركوك في 27 ديسمبر 2019، واقتحام أنصار ميليشيات الحشد الشعبي مقر السفارة الأمريكية في بغداد.

ونظراً لخطورة المشهد العراقي في العام 2021، حيث ستجري الانتخابات البرلمانية في الصيف، فإن تصعيد الميليشيات التابعة للحشد الشعبي ضد الولايات المتحدة التي تحتفظ ببضعة آلاف من الجنود في قواعد عسكرية بعيدة عن معقل هذه الميليشيات، يحقق هدفاً سياسياً في الداخل، وهو إظهار ضعف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وفي هذا الإطار، يحذر الباحث في مؤسسة القرن، سجاد جياد، في تصريح لوكالة فرانس برس، من أنه إذا «ما حدثت حالة من التصعيد، فمن المرجح أن تنهار الحكومة أو تزاح». وتوجه فصائل الحشد تهديدات مستمرة للكاظمي، وفي واحدة من هذه المرات قال ناطق باسم ميليشيا «حزب الله» العراقي، إنهم قادرون على تقطيع أذني الكاظمي «كما تقطع آذان الماعز»، وهي لغة إجرامية تنمّ عن مدى غلو هذه الفصائل والمدى الذي يمكن أن تبلغه في عملها ضد مصلحة العراق. ومع أن الكاظمي أجاب على التهديدات بتغريدة يدعو فيها إلى التهدئة، إلا أنه شدد على أنه مستعد «للمواجهة الحاسمة إذا لزم الأمر». لكن خاب أمل الكثيرين عندما ذكرت مصادر أمنية أن اتفاقاً جرى بين العصائب والحكومة ينص على تسليم المتهم إلى مديرية أمن الحشد.

وأبدى مسؤول عراقي لوكالة فرانس برس تخوفه من أن يلجأ المسؤولون الإيرانيون إلى التصعيد، بما في ذلك هجمات صاروخية متجددة، بهدف ممارسة ضغط على الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.

Email