سوريون عام بلا أحلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

ويبقى الحلم موجوداً في أرض اللاأحلام.. ولكن هذه الأحلام ليست كالأحلام الأخرى، ثمة زاوية جديدة ينظر من خلالها السوريون لتحقيق أحلامهم الصغيرة.. فالواقع أن لا أحلام كثيرة يحملها السوريون لعامهم الجديد، فبعد عشر سنوات من الأزمات السياسية والضائقة الاقتصادية المتكررة، فقد الناس كل أمل في تغيير حياتهم للأفضل.

عام سيئ

يتحدث أحمد وهو موظف بأنه يتمنى ألا يعايده أحد في العام الجاري، فالسنة الماضية كانت سيئة للغاية، وكان مضطراً للعمل بعملين لتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة، وعن أحلامه يقول إن أكبر حلم له أن تتوافر له فرصة مناسبة للسفر كي يعيش إنسانيته في بلد جديد بعيد عن الطوابير وساعات الانتظار التي لا تنتهي.

من جانبها، تقول ماري إنها فقدت حتى حلمها بالسفر مع انتشار جائحة كورونا وإغلاق الحدود في وجه كل السوريين، وتضيف إنها كانت تحلم برؤية ابنتها التي وضعت مولودها الأول كما أن تكاليف السفر إلى لبنان من أجل مراجعة السفارة باتت عالية جداً ومكلفة مع ضرورة قيامها بفحص (بي سي آر) وتصريفها 100 دولار للدخول إلى سوريا ثانية وهي كلها تكاليف عالية ليس من اليسير تأمينها.

أزمات عدة

مع انتظار السوريين اليوم في محطات البنزين واستمرار أزمات الخبز واختفاء المازوت حتى الآن، يبدو أن لا أمل كبيراً في تغير الأحوال، وتشير سيدة في ريف دمشق وهي أم لثلاثة أولاد إلى أن تأمين المازوت هو حلمها الأكبر فالدولة خصصت لهم كسكان ريف 100 ليتر من المازوت فقط، ولم تحصل حتى الآن على حصتها، ولا تعرف أصلاً إن كانت ستحصل عليها أم لا ونحن اليوم مع بداية عام جديد، وتعتمد في تدفئة المنزل على الكهرباء وهذه الأخيرة تنقطع ساعات طويلة، ما يعني أنهم يقضون ساعات طويلة من دون أي دفء.

ويشاركها هذا الحلم فراس المقيم في قطنا بريف دمشق، موضحاً أن منطقتهم منخفضة الحرارة جداً ولم يحصلوا حتى الآن على المازوت ولا سبيل لشرائه إلا عن طريق الدولة، بسبب ندرته العام الماضي، ويتابع إنه يفكر في استخدام مدفأة حطب برغم ما يحمله الأمر من مخاطرة التسبب بحرائق.

Email