(ح 24) سهير القيسي: هكذا يكون دور الإعلام في العمل الإنساني

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين أصوات المدافع والرصاصات، بين دموع أم فقدت ولدها وقلب موجوع على دمار بلده، هناك دائماً يقين بأن بداية جديدة في انتظارك، أناس يرغبون في إزالة الهموم عن كاهلك، يمدون يدهم إليك بحب غير مشروط.. هكذا تصف الإعلامية سهير القيسي بقناة "إم بي سي" دور الإعلام الحقيقي أمام ما يشهده الوطن العربي من أزمات متلاحقة، تعد الأشد بعد الحرب العالمية الثالثة. اختارت القيسي تقديم محاضرة بكلية محمد بن راشد للإعلام، بالجامعة الأمريكية بدبي تحت عنوان "الإعلام والعمل الإنساني" أرادت محاورة الجيل الجديد، لترصد لهم تجربتها الحية في هذا المجال، وكيف يمكن تذليل شهرتك لمساعدة غيرك، وتعميق مفهوم العمل الإنساني في نفوس الطلاب، الذين سيحملون راية الإعلام مستقبلاً.

تشير القيسي إلى أن كل زيارة إنسانية لها للمخيمات، تؤثر في نظرتها للحياة، ولكن الزيارة الأخيرة للجانب الأيمن من الموصل بالتعاون مع "برنامج الأغذية العالمي"، كان لها التأثير الأكبر، فقد رصدت معاناة هروب سكان الموصل من التنظيم الإرهابي داعش، والرحلة الطويلة التي قطعوها من دون طعام أو شراب إلى المخيمات، شاهدت النساء اللاتي يحملن الأطفال ويمررن معاً بظروف قاسية جداً قبل الوصول إلى مواقع القوات الأمنية العراقية "رصدنا إحساس الخوف في عيونهم، وعدم الأمان". توقفت القيسي عن الحديث بعد أن غلبتها دموعها ولم تستطع منعها، حينما تذكرت تلك المرأة التي كانت تبحث عن ابنها وآهاتها تقطع القلوب من حولها، وقتها لم تتمالك القيسي نفسها من البكاء، ولكنها تذكرت أنها في هذا المكان ليس فقط لتقديم المعونات المادية أو للتغطية الإعلامية وإنما أيضاً للمساندة وتقديم الدعم المعنوي، قررت ومن دون تفكير عناق تلك السيدة وتهدئتها، وإخبارها بأن ابنها سيعود، ليجدوا رجلاً قادماً يخبرهم بأنهم وجدوا الابن، لتتحول دموع الحزن إلى دموع فرح.

.

Email