خواطر رمضانية: متى فرض الصوم؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في خواطره الرمضانية:

يا هَلِ التّوحيدْ وَالدَّين السِّليمْ

فِــ أيّ عامٍ ابتدَى فَرض الصّيامْ؟

وأيِّ شَهرْ وأيِّ يومٍ يا فهيمْ

يا الذي تميِّز حلالٍ منْ حرامْ

نازلٍ فيه الكتابْ اللِّي عظيمْ

معجزٍ ما مثلْ آياتِه كلامْ

وحول هذه الأبيات يقول الدكتور عارف الشيخ: جرت العادة أن يستهل مؤلف كل كتاب تأليفه أو كتابه بالبسملة والحمدلة، للحديث الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر أو أقطع أو أجذم» حسب الروايات المختلفة، وفي رواية كل أمرٍ ذي بال لم يبدأ فيه بالحمد لله فهو أبتر.

وشاعرنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لم يبدأ عمله الشعري ببسم الله الرحمن الرحيم ولا بالحمد لله، كما جرت عادة المؤلفين، لأن ما قدمه لنا شعر، والشعر عند العرب لا يبدأ فيه عادة بالبسملة.

لذا فإن للشاعر هنا لفتة جميلة، وهي أنه بدأ بما يشبه البسملة والحمدلة، فقال:

"يا هل التوحيد والدين السليم"

خاطب شاعرنا الأمة بهذا النداء الجميل الذي يرمز إلى أصول الدين الثلاثة، وهي الإيمان والإسلام والإحسان، فأهل التوحيد هم أهل الإيمان الذين آمنوا بالله رباً وبمحمد نبياً، وبالقرآن إماماً، وبالكعبة قبلة، وبالإسلام ديناً.

وقوله: «الدين السليم» إشارة إلى الأصل الثاني وهو الإسلام، وهو أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً.

ثم شرع في توجيه عدة أسئلة إلى الأمة متتابعة، على افتراض أنها تعرض من الدين بالضرورة، ومن ثم فإن الجميع مهيأ أن يجيب عنها فقال: «في أي عام ابتداء فرض الصيام؟»

وقبل أن نجيب عن السؤال يستحسن أن نعرف الصوم للقراء لغة وشرعاً، فالصوم في اللغة العربية الإمساك عن الشيء، قال تعالى: "إني نذرت للرحمن صوماً" الآية رقم 26 من سورة مريم، فقوله تعالى «صوماً» أي صمتاً وإمساكاً عن الكلام.

والصوم في الشرع هو الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

لا يمسك عن الطعام والشراب والجماع فقط، بل عن شهوتي البطن والفرج والخنا وقول الزور، إلا فإنه كما قال عليه الصلاة والسلام: «من لم يدع قول الزور ولعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». رواه البخاري.

نعم.. وقد ركز الشاعر على تاريخ فرضية الصيام، لأن الصيام ركن مهم من أركان الإسلام، فهو الركن الثاني بعد الصلاة، وقد فرض الصيام في يوم الاثنين في الثاني من شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة النبوية.

وتأتي أهمية صوم رمضان من كونه فرض على المسلمين بنض الكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» الآية رقم 183 من سورة البقرة.

وفي الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً» متفق عليه.

وقد أجمع المسلمون على وجوب صوم شهر رمضان.

إذن فإن الشاعر عندما قال:

«يا هل التوحيد والدين السليم

في أي عام ابتدى فرض الصيام؟

وأي شهر وأي يوم يا فهيم

يا الذي تميز حلال من حرام».

Email