حمدة لوتاه.. 37 عاماً في تربية أجيال المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

"قم للمعلم وفه التبجيلا...كاد المعلم أن يكون رسولاً"؛ هكذا وصف الشاعر الكبير أحمد شوقي المعلم، في إشارة منه للدور الكبير الذي يقوم به في المجتمع، فهو لا يعلّم فقط، وإنما يربي الأجيال ويزرع القيم الإيجابيّة، وينشر بنور علمه المعرفة والثقافة، فيمحو به ظلام الجهل، فيغدو الجيل واعياً متعلماً نافعاً لوطنه؛ هكذا هي حمدة لوتاه، رئيس مجلس الأمناء بمدرسة دبي للتربية الحديثة، والتي قضت عمرها في مجال التعليم الذي تعشقه منذ نعومة أظفارها.

تتذكر لوتاه بداية شغفها بمجال التعليم، حيث كانت تلعب دور المعلم بين صديقاتها في الحي "الفريج"، وإذا زاد عدد البنات؛ كانت تصر على أن تكون مديرة المدرسة. أما في فصل الصيف فكانت تدرس للفتيات اللواتي لديهن دور ثانٍ، وتعطي لهن دروساً في جميع المواد بالمجان لينجحن بتفوق، وينلن أعلى الدرجات، ليكبر حلمها معها وتصبح معلمة، ويتخرج على يديها الكثير من الطلاب؛ منهم الطبيب، الوزير، والمهندس الذين تخرجوا من جامعاتهم ليخدموا بلادهم على أكمل وجه. تقول لوتاه: "التعليم عمود نهضة المجتمع وأداته الفاعلة في رسم خارطة مستقبله، ووسيلته في تحديد ملامح هويّته؛ فرسالة التعليم ليس فقط في محو الأمية، وإنما في بناء العقول التي تجرّب وتبتكر وتكتسب طرقاً في التفكير، لتتحقق بها الغايات النبيلة". مشيرة إلى أنها تزرع داخل طلابها الاحترام والتقدير وحب العمل التطوعي، وتقبل رأي الآخر.

العلاقة بين المعلم وطلابه صورة من علاقة الأب بأبنائه، أساسها المودة وهدفها بناء جيل قادر على العطاء، تقول لوتاه: "جاء إلى المدرسة طالب مشاغب في المرحلة المتوسطة، وكانت علاماته الدراسية منخفضة كثيراً، ويعاني سلوكاً عدوانياً، حيث كان ينام في الصف ويضرب الأولاد في الباص، أعطيته فرصة واحتضنته، وكأنني أمه وبدأت في تقويم سلوكه ومتابعة مهامه الدراسية وخلال 5 سنوات، تغير الطالب تغيراً ملحوظاً وأصبح ملتزماً، ليحصل على أعلى المعدلات في الثانوية العامة، ويلتحق بكلية الهندسة في أميركا، وتفوق في دراسته وعاد إلى الإمارات، ويعمل الآن في أعلى المناصب في الدولة، وحينما عاد من أميركا أهداني شهادته، وقال لي أنت التي تستحقين تلك الشهادة، لأنك بذلت مجهوداً كبيراً من أجلي".

Email