«رفيق الدرب» عين الكفيف.. وجهاز تنظيف الألواح الشمسية صديق البيئة

ابتكارات طلابية تصنع الفارق في الاختراعات المستقبلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاريع التخرج التي يعمل عليها الطلبة بجد وتفان، تعتبر ثمرة التعليم والخبرة والسنوات الطويلة التي قضوها في الجامعة، كما تعتبر النافذة التي يلجون عبرها إلى المستقبل المزدهر الذي ينشدونه، ولربما تجد من يتبناها فتغدو العمل المستقبلي لهم، وهي بحاجة أولاً إلى الإيمان بأهميتها وثانياً دعمها بشكل كاف ليتم توظيفها في خدمة ومصلحة المجتمع.

ومشاريع تخرج طلبة الجامعة الأميركية في دبي لعام 2016 كانت مميزة للغاية، ومنها ما يمكن توظيفه لخدمة المجتمع والاستفادة منه اقتصادياً، ومن بين تلك المشاريع هناك جهازEfficiently Cleaning Solar Panels وهو عبارة عن آلة لتنظيف ألواح الطاقة الشمسية؛ ومشروع آخر أطلق عليه مخترعوه اسم «رفيق الدرب» وهو عبارة عن نظارة متطورة لمساعدة المكفوفين في التعرف إلى محيطهم وعبور الشارع وحتى قراءة الهاتف المتحرك.

طاقة متجددة

تنظيف الألواح الشمسية يتطلب الكثير من الوقت والجهد والمال، ويأتي جهاز Efficiently Cleaning Solar Panels لاختصار كل هذا، وهو من ابتكار 3 خريجات من قسم هندسة الكهرباء في الجامعة الأميركية بدبي، وهن ميثا الهاشمي، مريم أديبي وسميرة الماني.

تقول مريم أديبي: «مشروعنا يتوافق مع البيئة الصحراوية ومع النهج المعتمد في تبني الطاقة المتجددة كمصدر رئيسي من المصادر التي يعتمد عليها اقتصاد المستقبل، وهو مؤلف من آلة بسيطة لتنظيف ألواح الطاقة الشمسية بأسرع وقت وأقل جهد وتكلفة». وتشير أديبي إلى أن الجهاز يعمل أوتوماتيكياً عبر قياس الطاقة الكهربائية «الفولتاج» الناتجة من ألواح الطاقة الشمسية، ثم تحديد نوعية الأوساخ المتراكمة ومكانها، وتضيف: «الجهاز يوفر الكثير من الوقت، فهو ينظف 3 ألواح شمسية في غضون 15 ثانية فقط».

أما سميرة ألماني، فتقول: «استغرقنا أربعة أشهر لتصميم واختراع هذا الجهاز، وهو يتكون من قسمين، إلكتروني وميكانيكي، ونتحكم به بطريقتين: أوتوماتيكياً عبر الكمبيوتر وبرنامج C++ أو يدوياً، ويعمل الجهاز على استشعار الأوساخ التي تتكون على الألواح الشمسية وتنظيفها فوراً».

وتؤكد أديبي أنهن تقدمن لنيل براءة اختراع، ويتمنين أن يتم تبني هذا المشروع من قبل إحدى الشركات ليصار إلى تطويره أكثر والاستفادة منه في خدمة المجتمع.

«رفيق الدرب»

يواجه الأعمى عدداً كبيراً من الصعوبات والمعوقات في حياته، وهو يحتاج وبشكل دائم إلى مساعدة الآخرين ليتدبر بعض أموره الشخصية والحياتية، وتأتي نظارة «رفيق الدرب» لتمد يد العون وتساعده في إنجاز بعض الأمور البسيطة كالتعرف إلى المكان الموجود فيه وما يحيط به من مبان ومحلات، كما تساعده في عبور الشارع؛ والمشروع من ابتكار 3 طلاب هم سارة عيد خريجة هندسة الكهرباء، باسل حلمي خريج هندسة الكهرباء، وليلان الحاج حسين خريجة هندسة الكمبيوتر.

تقول سارة عيد، خريجة هندسة الكهرباء: «يتألف مشروعنا من نظارة عادية أضفنا إليها بعض الابتكارات التقنية لتصبح متطورة، إضافة إلى تطبيق إلكتروني يمكن تحميله على أي هاتف ذكي».

ويصف باسل حلمي، خريج هندسة الكهرباء، التقنيات المستخدمة في المشروع، قائلاً: «هدفنا كان تقليل اعتماد المكفوفين على الأجهزة التي يعتمدون عليها في تلبية أمورهم الحياتية، لذلك دمجنا بعض التطبيقات الأخرى في برنامجنا مثل (خرائط جوجل) التي تعرّف المكفوف بالمكان الذي يحيط به مع ذكر أهم الأماكن الموجودة في الشارع والمنطقة، والتجول بحرية ومعرفة أماكن عبور المشاة والتقاط صور كل فترة زمنية معينة لتجنبه الاصطدام بالأشياء المحيطة به وتمكنه من الاستغناء عن العصا، كما تمكّن المكفوف من قراءة أي نص أو بطاقة».

كما تشير ليلان الحاج حسين، خريجة هندسة الكمبيوتر، إلى أنها وزملاءها حاولوا تطبيق كل الخبرات التي اكتسبوها والمعارف التي حصلوها في الجامعة على هذا المشروع، وحالوا الاستفادة من التطبيقات الشهيرة كخرائط جوجل وكلاود سيرفيس وحساسات السونار لتساعد الأعمى على تفادي أي حاجز أمامه، وتضيف: «شاركنا في عدة مسابقات على مستوى دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، ومنها مسابقة (URC) التي نظمت في جامعة زايد بدبي، وحفزنا بالمركز الأول على مستوى الشرق الأوسط، كما شاركنا في مسابقة مايكروسوفت وحزنا المركز الثالث على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة».

Email