مدن تتنفس تحت الماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن التحدي الأبرز الذي ظلت ولا تزال تواجهه المدن الساحلية هو الثبات أمام خطر الاختفاء بسبب الكوارث الطبيعية التي تشكلها على سبيل المثال العواصف والأعاصير وأمواج الـ"تسونامي" وارتفاع مستويات سطح البحر، وقد طمرت مدن عدة الفعل هذه أهمها:

مدينة الأسد- الصين (تاريخ الغرق 1959) 

عُومت "مدينة الأسد" في مقاطعة "تشجيانغ" الصينية عن قصد كجزء من مشروع سد نهر شينآن لتوليد الطاقة الكهرومائية للمنطقة، مما أدى إلى إنشاء بحيرة "كيانداو".

وتحت سطح هذه البحيرة الاصطناعية تقع مدينة قديمة مغمورة بعمق يتراوح بين 25 إلى 40 مترًا، يُعتقد أن عمرها نحو 1400 عام.

وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن بعض المباني أقدم - كانت المدينة ذات يوم تقف عند قاعدة جبل "وو شي"، وهو الآن مغمور جزئيًا أيضًا. غالبًا ما يُطلق عليها اسم "أتلانتس الشرق"، وفقًا لـ "مونت كارلو"، تم اكتشاف المدينة في العام 2001 في رحلة غوص وهي من بقايا عصرها المحفوظة جيدًا، عبارة عن متاهة من المعابد البيضاء، والأقواس التذكارية، والطرق المعبدة.

سافتينغ – هولندا (تاريخ الغرق 1584)

"سافتينغ" هي الآن مستنقع يعرف باسم "الأرض الغارقة". هذه المنطقة كانت ذات يوم قرية مزدهرة في القرن 13، استنزف الناس الأهوار حتى يتمكنوا من البناء على الأراضي الخصبة؛ كما رفعوا السدود حول الأراضي المستصلحة لحمايتها من الفيضانات.

وقد فُقد الكثير من الأراضي المحيطة بسايفتينغ في طوفان "القديسين" العام 1570، لكن الضربة الأخيرة جاءت خلال حرب الثمانين عامًا في العام 1584 عندما أُجبر الجنود الهولنديون الذين كانوا يقاتلون في الحرب مع الإسبان على تدمير آخر حاجز أثناء الدفاع عن أنتويرب، مما سمح لمياه شيلدت بتدمير المدينة.

بورت رويال – جامايكا (تاريخ الغرق 1692)

كانت مدينة بورت رويال بجاميكا ملاذًا لقراصنة الكاريبي تُعرف باسم "أشرس مدينة على وجه الأرض"، قبل أن يؤدي الزلزال المدمر وتسونامي في العام 1692 إلى غرق ثلثي المدينة تحت الأمواج.

ومن بين سكان البلدة الذين يقدر عددهم بـ 6500 نسمة في ذلك الوقت، يعتقد أن 2000 شخص لقوا حتفهم في الزلزال وأمواج تسونامي. وتوفي 3000 آخرون متأثرين بجروحهم وأمراضهم في أعقاب ذلك، وفقا لمنظمة اليونسكو.

رانغهولت – ألمانيا ( تاريخ الغرق 1362)

لا يزال الموقع الدقيق لـ"رانغهولت" الذي لطالما اعتبر مجرد أسطورة  غير واضح، على الرغم من أن القطع الأثرية والأدلة على زراعة الأراضي التي تم العثور عليها في بحر وادن تشير إلى وجودها كميناء تجاري. ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة Quaternary International  يُعتقد أن فيضان القديس مارسيليوس، المعروف أيضًا باسم غرق الرجال العظيم ، هو السبب وراء اختفاء المدينة في عام 1362، إذ اجتاح المد والجزر الناجم عن إعصار خارج المداري من بحر الشمال المدينة، ما أدى إلى تدمير سواحل الجزر البريطانية وهولندا وشمال ألمانيا والدنمارك - وموت آلاف السكان.

ثونيس هيراكليون – مصر (القرن السادس أو السابع)

كانت مدينة "ثونيس هيراكليون"، الواقعة شمال غرب الإسكندرية على دلتا النيل، ميناءً  تجاريًا شهيرًا قبل أن تضعفها الهزات الأرضية وتجرها تحت الماء المالح. وتضم المنطقة مجموعة من القطع الأثرية، لكن تمثالًا عملاقًا يبلغ وزنه 6 أطنان لإله النيل حابي هو أحد أهم الاكتشافات من بين الأنقاض.

Email