ماذا كان يفعل النبي في عيد الفطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوم عيد الفطر المبارك، هو يوم فرحة يشترك فيها المسلمون جميعًا ويجتمعون في صلاة العيد لترتفع أصواتهم بالتكبير والتهليل والتسبيح، ويتبادلون التهاني والمعايدات وسط ابتسامات الأهل وفرحة الأطفال. 

وكان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، سنن جميلة في يوم العيد، فيدعوا إلى الفرح والسرور والاستعداد لهذا اليوم المبارك. فيلبس في أيام العيد أفضل ما يجده من الثياب وكان يتجمل ويدهن ويضع العطر فكان لا يُشم إلا طيبا طاهرا عليه الصلاة والسلام.

قال ابن القيم: وكان صلى الله عليه وسلم يلبس لهما (أي للعيدين) أجمل ثيابه وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يغتسل للعيدين، وابن عمر من أشد الناس تحرياً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عليه السلام، لا يخرج يوم الفطر حتى يَطعَم، ولا يطعم يوم النحر حتى يذبح، وكان أيضاً يأكل قبل أن يخرج إلى المصلى في عيد الفطر تمرات كما قال أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً، أي واحدة أو ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً.

ومن هدي النبي عليه السلام وسنته أنه كان يخرج إلى المصلى ليصلي العيد، كما قال أبو سعيد الخدري كان الرسول يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، ومن السنة الخروج إلى المصلى ماشياً فإن عاد ندب له أن يسير من طريق آخر غير التي أتى منها، فعن جابر رضي الله عنه قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم العيد خالف الطريق".

وعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى العيد ماشيا ويرجع ماشيا.

وكان صلى الله عليه وسلم يخرج إلى العيد مكبرا مهللا شاكرا الله على أنعمه، ممتثلاً قول ربه تبارك وتعالى: “وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من العيدين رافعا صوته بالتهليل والتكبير، فيأخذ طريق الحدادين حتى يأتي المصلى، فإذا فرغ رجع على الحذائين حتى يأتي منزله.

ويبدأ التكبير في عيد الفطر من غروب الشمس ليلة العيد إلى خروج الإمام لقوله تعالى: (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)، وفي الأضحى من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، وقد ثبت عند الدار قطني بسند صحيح “أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ويكبر حتى يأتي الإمام، وقد ورد عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ألفاظ في التكبير من ذلك (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد”، ويسن الجهر به للرجال في الطرقات والمساجد والبيوت، وأما النساء فيخفضن أصواتهن به.

وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بإخراج الزكاة قبل الغدو للصلاة يوم الفطر.

وكان صلى الله عليه وسلم يبدأ بالصلاة قبل الخطبة كما في الصحيحين من حديث ابن عمر، وكان يصليها ركعتين يجهر فيهما بالقراءة يقرأ في الأولى بـ(سبح اسم ربك الأعلى) وفي الثانية بـ(هل أتاك حديث الغاشية)، وكان يكبر قبل القراءة في الأولى سبعاً منهن تكبيرة الإحرام، وفي الثانية ستاً منهن تكبيرة الانتقال، يرفع يديه مع كل تكبيرة، وكان عليه السلام يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بين كل تكبيرتين.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العيد من غير أذان ولا إقامة، فعن جابر بن سمرة قال: وعن جابر بن عبد الله قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة، ثم قام متوكئاً على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم، ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن.

وكان صلى الله عليه وسلم إذا أكمل الصلاة انصرف فقام مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم وينهاهم وإن كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه، أو يأمر بشيء أمر به. ولم يكن هنالك منبر يرقى عليه ولم يكن يخرج منبر المدينة وإنما كان يخطبهم قائماً على الأرض.

وقال أبو سعيد الخدري: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول ما يبدأ به الصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم، وذكر أبو سعيد الخدري: أنه صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم العيد فيصلي بالناس ركعتين ثم يسلم فيقف على راحلته مستقبل الناس وهم صفوف جلوس فيقول "تصدقوا" فأكثر من يتصدق النساء بالقرط والخاتم والشيء، فإن كانت له حاجة يريد أن يبعث بعثا يذكره لهم وإلا انصرف.

Email