«صنع في بنغلاديش».. حكايات تحت الأنقاض

ت + ت - الحجم الطبيعي

الزائر للمعرض الفوتوغرافي للمصور البنغالي كي إم أسعد، المشارك في الدورة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» «ثمن العبودية»، يجد نفسه أمام أصعب المشاهد التي مرّت في تاريخ البلاد، ويقف في مواجهة أسوأ كارثة إنسانية وصناعية شهدتها البلاد التي تعدّ ثاني أهم مصنّع للملابس في العالم بعد الصين، فقد علّقت على الجدران مشاهد الضحايا والناجين بالأسود والأبيض، في تقنية التصوير التي اعتمد عليها أسعد ليعرّف العالم وبدون ألوان على لحظة لا تنسى من قلب الدمار.

ويروي المصور عبر لقطاته ما حدث صبيحة 24 أبريل عام 2014 بعد انهيار مبنى «رنا بلازا» الواقع في مدينة سافار – على بعد 20 كيلومتراً شمال عاصمة بنغلاديش دكا، والمؤلف من ثمانية طوابق تضمّ 5 مصانع للملابس، على رؤوس العمّال الذين تواجدوا أثناء عملهم، مخلّفاً 1134 قتيلة وقتيل.

ويسلط أسعد وعبر21 صورة الضوء على لحظات التشبث بالحياة، والخط الفاصل بينها وبين الموت، في تناغم يصف من خلاله كارثة لا تُمحى من أذهان المجتمع، إذ ينتقل من لقطاته الجوية التي تعرّف بآثار الدمار الهائل التي شهدها المكان، إلى وجوه يعتصرها الألم، راصداً تعابير الحزن على ملامح ذوي وزملاء العمال الضحايا، كما التقط بعدسته صوراً للضحايا تحت الأنقاض وجهود فرق الإنقاذ لانتشالها، وغيرها من المشاهد التي صوّرت بشاعة وقتامة الحدث.

وبهذا المعرض يكون المصور كيم إيه أسعد قد نقل للعالم مشهداً قاسياً يعيشه قطاع العمالة في بنغلاديش والبنية التحتية غير المستقرة، في بلاد يمثّل قطاع صناعة الملابس فيها نحو 80% من إجمالي عائدات البلاد من التصدير، حيث أشارت الإحصائيات إلى أنه في عام 2014 وصل حجم صادرت الملابس وحدها إلى نحو 24 مليار دولار أمريكي.

Email