147 مليار دولار حجم قطاع الطب الدقيق بحلول 2028

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقع تقرير صادر عن القمة العالمية للحكومات 2023، نمواً سنوياً مركباً في قطاع الطب الدقيق، يصل إلى 12 %، كما توقع أن يقفز حجم هذا القطاع الحيوي من 66 مليار دولار وفق تقديرات عام 2021 إلى 147 مليار دولار بحلول عام 2028.

وتنبأ التقرير بانخفاض ملحوظ في تكاليف تقنيات الرعاية الصحية، واعتماد متصاعد على الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق والأتمتة وقواعد البيانات الصحية الضخمة، ما سيسهم في إتاحة أفضل وسائل الوقاية والتشخيص والتحاليل والتصوير بالأشعة والعلاج لعدد أكبر من الأفراد حول العالم بشكل سريع ومخصص وربما من بعد.

وتوقع التقرير أن تتم عمليات التشخيص الطبي في المستقبل عبر جهاز خاص بالمريض، بما يوفر عليه الوقت ومشقة حجز المواعيد أو الانتظار فترات طويلة لاستشارة الطبيب، كما ستسهم قواعد البيانات الصحية الضخمة في وضع خطط علاج يتم تكييفها حسب احتياجات كل مريض، الأمر الذي يقود إلى تحسين فعالية الرعاية الصحية، ويؤدي إلى تحقيق أفضل نتائج ممكنة، بالإضافة إلى أن توفير الوقت والموارد سيتيح علاج عدد أكبر من المرضى من دون الحاجة إلى زيادة عدد الطاقم الطبي، وهو ما سيقلل بدوره من تكاليف الرعاية الصحية في الميزانية العامة.

مكانة

وأوضح التقرير أن القطاع الصحي يحتل مكانة محورية تواكب أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي وضعتها الأمم المتحدة؛ إذ ترتبط جميع الأهداف بالصحة بشكل مباشر أو غير مباشر، أو تسهم بطريقة أو بأخرى في تطوير القطاع الصحي، موضحاً أن جائحة «كوفيد 19» التي كانت لها تداعيات على مختلف أوجه الحياة، أدت أيضاً إلى تراجع نسبي في التقدم الذي أحرزته بعض الدول في تحقيق أهداف التنمية المستدامة منذ اعتمادها في 2015.

وكشف التقرير عن الحاجة إلى تسريع وتيرة الابتكار لتحسين خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم نتيجة لتراجع قدرات القطاع الصحي لعدد من الدول الفقيرة والذي أعادها 10 سنوات إلى الوراء، علاوة على تعطل ثلث الخدمات الصحية في نحو 90 % من دول العالم.

تكلفة

وتطرق التقرير إلى إسهام الذكاء الاصطناعي في خفض تكلفة التصوير بالأشعة إلى حد كبير، بعد أن شهدت ارتفاعاً في عدد عمليات التصوير بالرنين المغناطيسي بنسبة 31 % بين عامي 2007 و2018 على مستوى العالم، مشيراً إلى أن الذكاء الآلي المتقدم بات قادراً على معالجة البيانات وتحديد أوجه الخلل في الأشعة الطبية بسرعة تجاوزت قدرة الأطباء والمتخصصين، ومن ثم تحسين نتائج الإجراءات العلاجية بنسبة تتراوح بين 30 % و40 % وتقليل تكاليف العلاج بنسبة 50 %.

وسلط التقرير الضوء على ازدياد الاهتمام بالعمليات الجراحية التي تتم من بعد، منذ إجراء أول جراحة روبوتية من بعد في عام 2001، وتطور هذا النوع من العمليات بالاعتماد على التقنيات الحديثة، مثل شبكات الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات ذات التأثير اللمسي القابلة للارتداء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتقنية نانو، مؤكداً خضوع 12مريضاً في عام 2019 لعمليات جراحية في العمود الفقري من بعد في مستشفيات مختلفة في ست مدن في الوقت نفسه، بالاعتماد على شبكات الجيل الخامس.

ثورة في التشخيص

خلص التقرير إلى أن العالم سيشهد ثورة في التشخيص الطبي بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق والأتمتة، كما سيتيح التقدم إمكانات جديدة للعلاج والتشخيص، مثل زيادة فعالية أجهزة التصوير بالأشعة، والتحاليل التشخيصية، وصولاً إلى التشخيص السريع من ُبعد، والبروتينات العلاجية، وتعديل الجينات الوراثية، لتقديم رعاية صحية يمكن تكييفها وفق احتياجات كل مريض.

Email