محمد بن راشد يشهد جلسة رئيسية لولي عهد الفجيرة

محمد الشرقي:الإمارات تقود العالم عبر «قمة الحكومات» إلى طريق الريادة

محمد بن راشد خلال الجلسة بحضور حمدان بن محمد وصقر غباش وسيف بن زايد وأحمد بن سعيد وأحمد ومنصور بن محمد ولطيفة بنت محمد ونهيان بن مبارك ومحمد القرقاوي وسلطان الجابر | تصوير: خليفة عيسى ومحمد هشام

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى جانبه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، جلسة رئيسية لسمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، ضمن أعمال اليوم الختامي للقمة العالمية للحكومات 2023 في دبي.

وأكد سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تحكي قصة نجاحها إلى العالم، وتنقل أفضل التجارب والنماذج الإنسانية في جميع المجالات الحيوية وتشاركها مع الآخر.

وقال سموه خلال كلمة رئيسية له أمس في القمة العالمية للحكومات، بحضور علي أسادوف، رئيس وزراء جمهورية أذربيجان، وعدد من سمو الشيوخ ومعالي الوزراء وكبار المسؤولين: «تقود دولة الإمارات وعبر القمة العالمية للحكومات، العالم إلى طريق الريادة.

حيث تتيح له أن يجتمع على أرضها لتبادل المعارف والأفكار التي تخدم البشرية عبر هذا المحفل الريادي العالمي، الذي يجمع العقول والخبرات من مختلف دول العالم لتتشارك أفضل التجارب والممارسات في منظومة عمل الحكومات، كي تناقش واقعنا ومستقبلنا، وتطرح التحديات التي تقودنا بالتفكير والتحليل نحو الحلول لنسهم في صنع حياة أفضل لشعوب المنطقة والعالم».

وتابع سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي قائلاً: «دولة الإمارات نموذج حي ودائم لمسيرة التحول، وقصة فريدة لبناء اتحاد راسخ بفضل عزيمة الحكام المؤسسين، وطموح خلفائهم المستمر في رحلة تطوير الوطن، وبناء نهضته، والحفاظ على مكتسباته».

وأضاف سموه: «نؤكد اليوم أن خطواتنا متسارعة نحو الخطط الاستراتيجية الكبرى ومشاريع التنمية المستدامة، وقد أثبتت دولة الإمارات حضورها الراسخ كدولة رائدة على جميع المستويات، وإننا في إمارة الفجيرة، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، نخطو خطوات مشهودة في أهم المجالات الحيوية التي تخدم بناء الإنسان، وتدعم تقدمه، وتسهم في تمكينه كفرد إيجابي ومنتج يتطلع دائماً نحو القمة».

توجهات استراتيجية

وأشار سمو ولي عهد الفجيرة خلال كلمته إلى أن إمارة الفجيرة تعمل على توجهات استراتيجية تدعم التحولات التنموية الكبرى لدولة الإمارات، حيث تحتل الفجيرة مكانة خاصة في مجال تقديم الخدمات اللوجستية عالمياً نتيجة موقعها المتميز على الساحل الشرقي للدولة، حيث يعد ميناء الفجيرة أحد أكبر الموانئ البترولية في العالم، ويحتل المركز الثالث عالمياً في مناولة النفط ومشتقاته، والمركز الثاني عالمياً في تزويد السفن بالوقود.

وتطرق سموه في كلمته إلى الخطط التوسعية التي تسير عليها إمارة الفجيرة، مشيراً إلى أن هذه الخطط تشمل زيادة عدد الأرصفة البترولية الخاصة بالميناء من 12 رصيفاً إلى 23 رصيفاً بترولياً، لرفع حجم مناولة المنتجات البترولية إلى 1.4 مليار برميل سنوياً.

مظلة داعمة

وتابع سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي: «بتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، نعمل الآن على تطوير ميناء دبا الفجيرة وتحويله إلى ميناء تجاري متعدد الاستخدامات بتكلفة إجمالية تبلغ 1.6 مليار درهم».

ونوّه سمو ولي عهد الفجيرة خلال كلمته ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات، بتوجه حكومة الفجيرة الاستراتيجي نحو ترسيخ موقع الإمارة في مجال الصناعات البترولية، الأمر الذي أكسبها خبرة وقوة في هذا السوق العالمي، حيث أطلقت الإمارة منطقة الفجيرة للصناعات البترولية «فوز» في العام 2011، لتشكل مظلة داعمة لهذا القطاع الحيوي.

وأضاف سمو ولي عهد الفجيرة: «تستقطب المنطقة البترولية في الفجيرة اليوم كبرى الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة، حيث ارتفع عدد الخزانات من 136 خزاناً إلى 380 خزاناً في نهاية 2022، فيما تبلغ الطاقة التخزينية الحالية 78 مليون برميل لتضع إمارة الفجيرة في المركز الأول في الشرق الأوسط وضمن أكبر ثلاث مناطق للطاقة عالمياً».

وأشار سموه في كلمته خلال القمة العالمية للحكومات إلى أن شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» سوف تستكمل هذا العام مشروع إنشاء أكبر خزان تحت الأرض في الفجيرة لتخزين 42 مليون برميل من النفط، بتكلفة إجمالية تصل إلى 4.4 مليارات درهم.

قطاع صناعي متطور

وشدّد سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي على أن الفجيرة تُكمِل مسيرة النمو تماشياً مع رؤية الدولة بتوفير حلول الطاقة الصديقة للبيئة وخفض الانبعاثات، لافتاً سموه إلى أن العمل يجري مع الشركاء على إنشاء محطة للغاز المُسال بسعة 10 ملايين طن سنوياً لخدمة قطاع النقل البحري والطاقة العالمي.

وأكد سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي في كلمته أن الإمارة تضم قطاعاً صناعياً متطوراً، في كل من الصناعات التحويلية والبتروكيميائية، يضم 261 منشأة صناعية برأس مال يُقدّر بأكثر من 10 مليارات درهم، لافتاً سموه إلى أن المنتجات التعدينية تتصدر قائمة الصناعات ذات رأس المال الأعلى بالفجيرة بنحو 5 مليارات درهم، يليها قطاع المحاجر والتعدين بأكثر من 3.5 مليارات درهم.

وعن أهم الحوافز التي تمنح القطاع الصناعي قيمة مضافة في الإمارة، قال سموه: منح توافر المواد الخام الأولية من صخور ومعادن يمكن استثمارها في الصناعات الاستخراجية قطاعنا الصناعي قيمة مضافة، بالإضافة إلى البنية التحتية والخدمات اللوجستية التي تقدمها حكومة الفجيرة للمستثمرين.

وأشار سموه في كلمته إلى أن حكومة الفجيرة تشجع الشركات المحلية على تعزيز قطاع الأعمال والاقتصاد وتطوير الاستثمارات المحلية بما يخدم توجه الدولة في هذا القطاع.

نقلة نوعية

وقال سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي في كلمته أمام القمة العالمية للحكومات: «انطلاقاً من خطة الفجيرة الشمولية 2040 التي تستهدف تعزيز قطاعات حيوية مثل تعزيز الاقتصاد والإسكان والنقل والبنية التحتية، نؤكد اليوم أن إمارة الفجيرة حققت قفزات كبيرة في أهم القطاعات التي تدعم نهضة الدولة ونموها على مستوى الأفراد والمؤسسات على حدٍ سواء، كما أنها تقدم خدمات حكومية وفق أعلى معايير الجودة والتنافسية».

وتابع سموه: ولعل أبرز الإنجازات التي ستشكل نقلة نوعية في منظومة قطاع النقل والمواصلات في الدولة عامة، وإمارة الفجيرة خاصة، هو المشروع الوطني الأضخم من نوعه «قطار الاتحاد» الذي يمر عبرها، وسيقدم مستوى جديداً من خدمات النقل في المنطقة. كما عزّز وجود ميناء الفجيرة كنقطة ربط محورية على طريق مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، نمو التجارة والاقتصاد العالمي ورسّخ موقع الفجيرة كهمزة وصل بين الشرق والغرب في حركة البضائع العالمية.

وعن إنجازات القطاع السياحي في الإمارة قال سموه: تأكيداً على أهمية الموقع الجغرافي للفجيرة نؤكد أن القطاع السياحي في الإمارة شهد خلال السنوات القليلة الماضية تحولات كثيرة عززت جاذبيته للسياحة الداخلية وللزوار من خارج الدولة.

حيث ارتفع عدد نزلاء الفنادق والمنتجعات السياحية في الإمارة بين عامي 2010 و2020 بما يزيد على 150 ألف نزيل، مشيراً سموه إلى أنه من المتوقع أن تشهد هذه الأرقام قفزة كبيرة خلال السنوات القليلة المقبلة، مع دخول العديد من المشاريع السياحية هذا السوق الذي يشهد نمواً متواصلاً.

مشتركات إنسانية

وقال سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي خلال كلمته: وجّه صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بتشكيل لجنة تطوير إمارة الفجيرة والتي ستعمل على تحقيق أهداف خطة الإمارة في مجال الإسكان والبنية التحتية، والتوجيه وتنفيذ المشاريع التي من شأنها تحسين حياة الأفراد وتحقيق استقرارهم المجتمعي وتوفير حياة كريمة لهم.

ونوّه سموه بحرص حكومة الفجيرة على النهوض بالقطاع الثقافي والرياضي عبر المبادرات والمهرجانات الدولية التي ترتكز على المشتركات الإنسانية بين البشر، إضافة إلى محركات التطوير المعرفي للكوادر البشرية، وبرامج التميز الحكومي، مؤكداً سموه أن الفجيرة أضحت منارة للمعرفة، والمستقبل المشرق، الذي يتطلع لبناء وعي الإنسان وتمكينه، ليحظى بحياة طيبة على هذه الأرض الطيبة.

Email