تحتفي دولة الإمارات باليوم العالمي للمسؤولية الاجتماعية الذي يوافق 25 سبتمبر من كل عام، من خلال مبادرات وفعاليات تحفز الأسر بكافة أفرادها على تبنّي نمط حياة اجتماعي إيجابي لإثراء جودة حياتهم، وتفعيل المسؤولية الاجتماعية لدى الأفراد لتعزيز التلاحم المجتمعي.
وفي هذا الإطار شهدت معالي شما المزروعي وزيرة تنمية المجتمع، حفل إطلاق مجلس شباب الوزارة لمبادرة «حوار المجتمع»، والتي تأتي تزامناً مع «اليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية، وتعتبر منصة حوارية تفاعلية تجمع صُنّاع القرار والمسؤولين، وأصحاب التجارب والنجاحات المُلهمة في دولة الإمارات، ضمن حوار إيجابي لمناقشة مختلف القضايا المجتمعية، والاطلاع على أفضل الممارسات، بهدف الخروج بتوصيات وحلول فعّالة وعملية، تعمل على تمكين كافة الفئات المجتمعية، وتعزيز القِيم والعادات الإماراتية الأصيلة، وذلك بحضور وكلاء الوزارة وقياداتها، وعدد من المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص، وكبار المواطنين وأصحاب الهمم والشباب.
وناقشت أولى جلسات حوار المجتمع التي أقيمت في متحف الاتحاد بدبي، أهمية مفهوم «المسؤولية المجتمعية»، بما لها من دور رئيسي في تعزيز التنمية والتمكين الاجتماعي في دولة الإمارات.
واستضافت النقاشات التي أدارها سعيد العطر مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للمشاريع الاستراتيجية، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وعبدالله العامري مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، وخالد النعيمي مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب، وصانع المحتوى مروان الشحي، وبسمة الحبسي رئيس مجلس شباب وزارة تنمية المجتمع، وغنّام المزروعي أمين عام مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية.
كما شارك في الجلسة عدد من أصحاب قصص النجاح المجتمعية المُلهمة.
قيم الحوار
وأوضحت بسمة الحبسي رئيس مجلس شباب وزارة تنمية المجتمع، أن حوار المجتمع هي إحدى المبادرات المستدامة للمجلس، مشيرة إلى أنه سيتم تنظيم حوارات مجتمعية مقبلة داخل وخارج الدولة، بهدف تعزيز قيم الحوار الإيجابي، وإثراء الجلسات بنقاشات وتوصيات نوعية تحقق رؤيتنا وأهدافنا في تمكين المجتمع الإماراتي.
وذكرت علياء الشملان، مؤسسة والمديرة العامة لمؤسسة فرجان دبي أن «فرجان دبي» استهدفت ومنذ انطلاقها في منطقة البرشاء، تعزيز التواصل الاجتماعي بين سكان الأحياء في دبي من المواطنين عبر المنصات الافتراضية، وترسيخ ونشر ثقافة التطوع، لافتةً إلى أنه ومن خلال الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، أصبح لديهم أكثر من 100 ألف متطوع خلال عامين، كما أن مبادراتهم تجاوزت في تأثيرها منصات التواصل الاجتماعي.
وأكد سعيد العطر أن الإعلام الوطني بمختلف مؤسساته ووسائله، سجل نجاحات متواصلة في أداء دوره كشريك حقيقي وفاعل في تسريع تحقيق الأولويات الوطنية، وخصوصاً الدور الذي يلعبه الإعلام كأداة تغيير مجتمعي قادرة على ترسيخ القيم الإيجابية بين جميع أفراد المجتمع ومؤسساته، مشيراً سعادته إلى أننا نرى اليوم ما تتميز به الإمارات من منظومة فريدة وراسخة للمسؤولية الاجتماعية لدى الجميع، نتيجة الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة التي جعلت من تعزيز ثقافة وممارسات المسؤولية المجتمعية أولوية وطنية.
وقال خالد النعيمي: تحرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات باستمرار على تمكين الشباب في إطار خدمة المجتمع، وتوجيه طاقاتهم في الاتجاه الصحيح، وبفضل هذا الدعم المستمر تعمل المؤسسات الوطنية بمختلف القطاعات على تسخير جهودها لغرس ثقافة اللامستحيل في عقول الشباب، وتحفيزهم ليكونوا شركاء حقيقيين في تطوير وتنمية المجتمع.
من جهة أخرى يسعى برنامج المسؤولية المجتمعية الذي أطلقته مؤسسة التنمية الأسرية، إلى تنمية معارف ومهارات مجموعة من أفراد المجتمع الإدراكية والعاطفية والاجتماعية، والتأثير الإيجابي في أفكارهم وسلوكياتهم، ليكونوا سفراء في أسرتهم ومجتمعهم لنشر ثقافة السعادة والإيجابية وتعزيز جودة الحياة الاجتماعية بما يحقق رفاه المجتمع وسعادته.
وخرج البرنامج في دفعتيه الثانية والثالثة، 88 سفيراً وسفيرة بعد أن اجتازوا أكثر من 40 ساعة تدريبية خلال مدة 3 أشهر، تم تدريبهم فيها على المهارات السلوكية وتطوير العادات الإيجابية، والاختبارات والثقة العاطفية، إضافة إلى تعريفهم وتدريبهم على استراتيجيات العطاء المتوازن، والتسامح، وقدموا عدد 2860 ساعة تطوعية ضمن البرامج التدريبية في تعزيز جودة حياة الأسرة.
وأكد عدد من سفراء المسؤولية المجتمعية أن اللقب يمكن المواطنين والمقيمين ممن لديهم الرغبة في التأثير والتغيير الإيجابي في أسرهم ومجتمعاتهم من تطبيق المهارات التي يكتسبونها، ونقل المعارف والمهارات التي يتعلمونها إلى أقرانهم.
وأوضحت لانا القاعاتي حاملة لقب سفيرة المسؤولية المجتمعية أن اللقب يوقع على صاحبه مسؤولية التأثير الإيجابي في المجتمع، لاسيما عقب فترة التدريب من قبل اختصاصيين ومتابعة عملية منهم. وأشارت إلى أنها أسست مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى ملتقى الأمهات يضم حوالي 100 عضوة، وساعدها دورها بالتواصل معهم ومع العديد من الأسر في المجتمع على بث الإيجابية ومساعدتهم على تجاوز التحديات المختلفة التي تواجههم عبر ممارسة بعض الألعاب المجتمعية التي تسهم في تقوية الروابط الأسرية. ويرى سفير المسؤولية الاجتماعية علي الياسي أن التعليم المستمر والتدريب هما المفتاحان الرئيسيان للتنمية المستدامة، وأكد على أن تطوير القدرات البشرية عبر التعليم يسهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
تعزيز مفاهيم
كما أكد السفير محمد القناوي أهمية دور المسؤولية المجتمعية للنهوض بالمجتمعات، وتعزيز المفاهيم الإنسانية والخيرية والتطوعية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من مفاهيم ديننا الحنيف الذي يحث على التكافل الاجتماعي والإنفاق وبذل الخير بكافة سبله والعمل بما ينفع الناس.
وأشار إلى أنه شارك في مشاريع مجتمعية مثل دعم الأيتام وتوفير الاحتياجات الأساسية للفقراء والمحتاجين، مشيراً إلى أن العطاء يجب أن يكون جزءاً من ثقافة كل مجتمع لتحقيق العدالة الاجتماعية. وقالت السفيرة منال الجوهري الناشطة الاجتماعية: تتجسد المسؤولية المجتمعية بشكل واضح في رؤية الدول وتوجهاتها نحو التنمية المستدامة، والتزامها بتحقيق التوازن بين التطور الاقتصادي والاجتماعي، وهي أيضاً التزام المؤسسات والشركات والأفراد بالمساهمة في تحسين المجتمع والبيئة المحيطة بهم.
وأضافت أن المسؤولية المجتمعية تعد استثماراً يحقق فوائد طويلة المدى وتنقسم إلى عدة مجالات أبرزها: الفردية، والحكومية، وتعد جزءاً أساسياً من استراتيجية التنمية الشاملة في دولة الإمارات، مما يسهم في بناء مستقبل مستدام ومجتمع متماسك ومتطور.