أكد «منتدى هيلي» مكانة دولة الإمارات قوة فاعلة في معالجة القضايا العالمية من منظور محلي وإقليمي، واستعرض مجموعة من الحوارات الاستراتيجية حول القضايا الحاسمة التي تسهم في إعادة تشكيل عالم اليوم. وأطلق مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية المنتدى في نسخته السنوية الأولى بمشاركة مئات من قادة الفكر والخبراء الدوليين والدبلوماسيين.

حضر افتتاح المنتدى في جزيرة السعديات بأبوظبي معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، ومعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، والدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، والدكتور جمال محمد الكعبي، مدير عام المكتب الوطني للإعلام مدير عام وكالة أنباء الإمارات «وام» بالإنابة، والدكتور سلطان النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ونيكولاي ملادينوف، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، والدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ونخبة من المسؤولين وأكثر من 50 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب أكثر من 800 مشارك في جلساته المختلفة.

استكشاف

ويركز المنتدى الذي يقام تحت شعار: «نظام عالمي مضطرب: قراءة في المفاهيم، والتشكيل، وإعادة البناء»، في مناقشاته على استكشاف ثلاثة محاور أساسية ضرورية لفهم المشهد العالمي المتطور، وهي: الجيوسياسية، والجيواقتصادية، والجيوتكنولوجية.

وانطلاقاً من أهمية المنتدى منصة استراتيجية لمعالجة القضايا الدولية الحرجة، قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، في كلمته الافتتاحية للمنتدى: «نؤمن بأن الفرص الواعدة تستند في الأساس إلى أجندات تعاونية بناءة تسهم في تقدم جهودنا المشتركة لمعالجة التحديات العالمية الحرجة، مثل أزمة المناخ والأمن الغذائي والاستفادة المثلى من التطورات التكنولوجية».

وأضاف: «تلتزم دولة الإمارات بأداء دور بناء في هذه الحقبة الجديدة من خلال تعزيز التعاون الدولي، وضمان أن تكون مبادئ السلام والاستقرار والازدهار هي الموجه الأول على الصعيدين الإقليمي والعالمي».

وأكد أن الإمارات حريصة على توسيع منصات الحوار وتبادل وجهات النظر، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأهمية الحلول السياسية باعتبارها السبيل الأكثر فعالية لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية والخروج بحلول لها.

وأشار إلى أن جهود دولة الإمارات الإنسانية أسهمت في تخفيف معاناة المحتاجين من أبناء مختلف دول العالم، وتعزيز مبادراتها وإرثها الإنساني وتوجهاتها نحو مد يد العون ومساندة الشعوب.

وقال الدكتور سلطان النعيمي، في كلمته الافتتاحية: إن منتدى «هيلي الأول» 2024 ينطلق في لحظة فارقة يعيشها النظام العالمي، وإرهاصات تحولات غير مسبوقة تواجهها البشرية إجمالاً في ظل تزايد مؤشرات التراجع عن حالة الترابط العالمي الفريدة، التي مثلت جوهر ظاهرة العولمة، وانطلاقاً من أهداف المنتدى نرى بيننا نخبة من المسؤولين الخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم، لمناقشة قضايا متشابكة تلامس تأثيراتها الجميع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، تدفعنا جميعاً إلى حتمية العمل المشترك، وتبادل الآراء وفق فضاءات من الشفافية للوصول إلى ما يهدف له الجميع ممثلاً في الأمن والاستقرار اللذين يعدان الرافعة للمضي نحو التنمية والتطور، مشدداً على أن منتدى هيلي جاء ليتيح نوافذ للجميع للنقاش البناء والمثمر.

وأشار نيكولاي ملادينوف إلى أن المناقشات بين الخبراء وصناع القرار تستند إلى الأعراف والتقاليد العريقة التي تتميز بها المنطقة عموماً، ودولة الإمارات خصوصاً، التي تشجع على الحوار البناء وتبادل الخبرات.