تواصل دولة الإمارات طموحاتها الرامية لمواكبة المنافسة العالمية في الصناعات الفضائية والأقمار الاصطناعية، عبر إطلاق المشاريع الرامية إلى توطين الصناعات المتطورة ودمجها في الاقتصاد الوطني، ضمن «الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة»، والتي تستهدف رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 300 مليار درهم العام 2031، وفقاً لورقة بحثية حديثة أعدها مركز «انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية» في أبوظبي.

وأكدت الورقة، أن الإمارات تسعى لتعزيز قوتها التنافسية العالمية في القطاعات التي تحظى بمنافسة دولية كبيرة ومن ضمنها اقتصاد الفضاء، والذي يعد أحد أولويات الدولة خلال الـ 50 عاماً المقبلة، حيث يسهم تطوير الأقمار الاصطناعية في تلبية مختلف الاحتياجات الاقتصادية للدولة.

وأبان المركز، أن قطاع الفضاء الوطني يعد من الأكثر تقدماً حيث بلغ إجمالي الاستثمارات فيه نحو 40 مليار درهم، فيما أطلقت وكالة الإمارات للفضاء برنامج مناطق الفضاء الاقتصادية، والذي يشمل تأسيس 6 مناطق اقتصاد فضائية في الدولة، لدعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، كما أعلنت الوكالة عن إنشاء صندوق الفضاء الوطني بقيمة 3 مليارات درهم، لتعزيز استثمارات رواد الأعمال وشركات القطاع الخاص، والعمل على تمويل وتسهيل تطوير الأنشطة والمشاريع الفضائية المستقبلية.

ووفق المسح الاقتصادي للفضاء 2023، ارتفع إجمالي الإنفاق في قطاع الفضاء الوطني بنسبة 6.61 % مقارنة بالعام 2022.

وشكل الإنفاق الحكومي 55.7 % من الإجمالي، بزيادة بلغت 12.7 %، وشكل الإنفاق التجاري 44.3 % من إجمالي الإنفاق في قطاع الفضاء وارتفع الإنفاق على الأبحاث والتطوير بنسبة 14.8 %، فيما شكل الإنفاق على الأبحاث والتطوير في مجال استكشاف الفضاء 76.8 % من إجمالي الإنفاق، كما استحوذت الكوادر الإماراتية على نسبة 38.5 % من العاملين في قطاع الفضاء في الدولة.

 

جهود

وقال «انترريجونال»، إن وكالة الإمارات للفضاء حققت العديد من الإنجازات الهامة ضمن قطاع الفضاء المحلي والدولي منذ تأسيسها العام 2014، ومن بينها إطلاق وتنفيذ خطة استراتيجية شاملة، وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع أهم الجهات الفاعلة في قطاع الفضاء.

وأضاف أن جهود وكالة الإمارات للفضاء أسهمت في ترسيخ مكانة وريادة دولة الإمارات على خارطة الفضاء العالمية، ليعد القطاع ضمن القطاعات المساهمة في دفع الابتكار وخلق فرص عمل جديدة، ما يرسخ مكانة الدولة وتنافسيتها بما يتماشى مع الأهداف الطموحة لـ«مئوية الإمارات 2071».

ولفت «انترريجونال» إلى أهم المشاريع الكبرى التي تقودها دولة الإمارات في قطاع الفضاء وأبرزها: مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» واستكشاف القمر ومهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، والتي تعد المهمة الأولى من نوعها والتي ستستمر على مدار 13 عاماً مقسمة على مرحلتين.

وأشار المركز، إلى جهود الإمارات لفتح المجال أمام شركات القطاع الخاص للمساهمة في تطوير الصناعات الفضائية وبناء الأقمار الصناعية التي تشهد تطوراً مثل تطوير أقمار صناعية ذات خصائص روبوتية يمكنها القيام بمهام إصلاح الأجزاء المتضررة في الأقمار الصناعية الأخرى وغيرها من القدرات التقنية الكبيرة، مشيراً إلى دخول شركات وطنية أبرزها شركة «الياه سات» ضمن المنافسة العالمية بالقطاع والتي تعتبر واحدة من أفضل 10 شركات للاتصالات الفضائية في العالم.

واستعرض «انترريجونال» جهود العديد من البرامج الإماراتية المتعلقة بأقمار الاصطناعية وأبرزها البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرادارية (سرب) في الوقت الذي يتولى مركز محمد بن راشد للفضاء منذ العام 2006 مسؤوليات تصميم وتصنيع وتشغيل الأقمار الاصطناعية المتقدمة وسيصبح MBZ-SAT، المقرر إطلاقه عام 2024، أكثر الأقمار الاصطناعية تقدماً في المنطقة.