المتحدثون في مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للطاقة الشمسية:منصة عالمية لتحفيز العمل المناخي والوصول إلى الحياد الكربوني

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أعرب متحدثون عالميون بارزون مشاركون في الدورة الأولى من مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للطاقة الشمسية 2023، عن تطلعهم للمساهمة الفاعلة في تبادل الأفكار والرؤى والحلول المبتكرة خلال المؤتمر الذي يعتبر أول مؤتمر علمي وتقني متخصص في مجال أنظمة الطاقة الشمسية من نوعه في المنطقة.

وأكد المشاركون أن عرض أوراقهم البحثية واكتشافاتهم العلمية في المؤتمر يشكل منصة عالمية مثالية لتعزيز دور الابتكار والبحوث والاكتشافات العلمية في إحداث أثر إيجابي وتسريع انتقال الطاقة وتحفيز العمل المناخي للوصول إلى الحياد الكربوني.

وتنطلق اليوم فعاليات الدورة الأولى من «مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للطاقة الشمسية»، الذي تنظمه هيئة كهرباء ومياه دبي ويستمر حتى 18 نوفمبر الجاري في مركز دبي التجاري العالمي بمشاركة نُخبة من الباحثين والخبراء من 120 جامعة ومركز أبحاث من 38 دولة، ويتزامن المؤتمر مع الدورة الخامسة والعشرين من معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة «ويتيكس» ودبي للطاقة الشمسية الذي تنظمه الهيئة من 15 إلى 17 نوفمبر.

ويسلط المؤتمر الضوء على ستة مجالات بحثية في مجال الطاقة الشمسية، وتشمل: المفاهيم الجديدة وغير التقليدية لتقنيات المستقبل، وخلايا السيليكون، واستخدام مادة البيروفسكيت والمواد العضوية، واعتمادية أنظمة الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ورصد الإشعاع الشمسي والتنبؤ به لتطوير واختبار التقنيات الشمسية.

والأجهزة الإلكترونية لأنظمة الطاقة الشمسية وتكامل الشبكة. ويهدف مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للطاقة الشمسية إلى تسليط الضوء على مختلف مجالات الطاقة الشمسية للمساهمة في تسريع التحول نحو الطاقة المتجددة والنظيفة في المنطقة.

وتتضمن فعاليات المؤتمر جلسات نقاشية وندوات متخصصة، ويشكل فرصة مهمة للخبراء والباحثين والمختصين من أنحاء العالم لتبادل الأفكار ومناقشة المشاريع وفرص النمو ضمن القطاع ومشاركة الخبرات والمعارف، بالإضافة إلى استكشاف أحدث التقنيات والابتكارات العلمية في مجال الطاقة الشمسية.

صنع المستقبل

ورحب معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بالمشاركين، مثنياً على البصمات الاستثنائية التي يتركونها في مسيرة استشراف وصنع المستقبل المستدام للبشرية جمعاء.

وقال معالي الطاير: «تكتسب الدورة الأولى من المؤتمر زخماً كبيراً لانعقادها قبيل استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، أكبر حدث دولي في مجال العمل المناخي، في مدينة إكسبو دبي في شهر نوفمبر.

حيث ستجمع دولة الإمارات على أرضها كبار القادة والمسؤولين وصنّاع القرار والباحثين والخبراء والمختصين من مختلف أنحاء العالم، لاتخاذ إجراءات عملية ونوعية على طريق تحقيق انتقال مرن وعملي في قطاع الطاقة، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة».

مشيراً إلى أن «مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للطاقة الشمسية يمهد الطريق أمام توسيع آفاق نجاح مؤتمر الأطراف (COP28)، كما يرسخ مساهمة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تحقيق أجندة الاستدامة والطموحات المناخية العالمية، وزيادة الاستثمارات في الطاقة الشمسية والمشاريع الخضراء».

حدث تاريخيوقال الدكتور لورنس إل كازميرسكي، أستاذ زميل فخري في المختبر الوطني للطاقة المتجددة، جامعة كولورادو بولدر، الولايات المتحدة الأمريكية:

«يعدّ مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للطاقة الشمسية 2023 حدثاً تاريخياً بارزاً، حيث يجمع المؤتمر العالمي نخبة من أهم الباحثين والتقنيين والمطورين وصنّاع القرار في العالم، لمناقشة الخطط التي من شأنها ضمان مستقبل يعتمد على الطاقة المتجددة بشكل كامل. ويركز المؤتمر على التقنية الكهروضوئية التي تجاوزت القدرة الإنتاجية لإجمالي الطاقة الناتجة باستخدامها 1 تيراوات هذا العام.

ونتوقّع أن تصل حصة هذه التقنية في الأسواق العالمية سنوياً إلى عدة تيراوات خلال السنوات الثلاث أو الأربع القادمة».

وأضاف كازميرسكي: «تمثّل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أحد أضخم أسواق الطاقة الشمسية، حيث تتمتع دول المنطقة بوفرة موارد الطاقة الشمسية والعقول النيّرة، مما يمكّنها من تطوير هذا المجال إلى أعلى المستويات. لقد أصبح إنتاج الكهرباء باستخدام التقنية الكهروضوئية واقعاً معاشاً اليوم، وبإمكاننا تحقيق المزيد.

وحظي هذا المؤتمر المهم بدعم معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) ورابطة الأجهزة الإلكترونية (EDS) التابعة له، اللذين يدركان الخبرات التقنية المتوفرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وريادة الدولة في البحوث، ودورها في تعزيز تقنيات الطاقة النظيفة في المنطقة والعالم».

تقنيات البيروفسكيت

بدوره، قال الدكتور محمد كيه نظير الدين، أستاذ ومدير مختبر الهندسة الجزئية، جامعة البوليتكنيك الفيدرالية في لوزان، سويسرا: «نستشرف ملامح مستقبل مستدام للجميع من خلال تسخير الطاقة الشمسية، والاستعانة بتقنيات خلايا البيروفسكيت الشمسية المتقدمة، ونأمل بأن يشكّل تضافر جهودنا في مجال الطاقة الشمسية بارقة أملٍ بما يمهد الطريق أمام منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم أجمع لمواجهة نقص الطاقة، وضمان غدٍ أكثر مرونة، بالاعتماد على خلايا البيروفسكيت الشمسية ذات الكفاءة العالية، والتي تصل إلى 25 % وتمتاز إلى جانب ذلك بتكلفتها المنخفضة التي لا تتجاوز 0.15 دولار أمريكي/ وات».

من ناحيته، قال الدكتور شانهوي فان، أستاذ وزميل أول، جامعة ستانفورد، الولايات المتحدة الأمريكية: «أتطلع قُدماً للمشاركة في هذا المؤتمر المهم الذي يتيح لي الفرصة لتبادل الخبرات والنقاشات مع زملائي من مختلف أنحاء العالم، والتعرّف على أحدث ابتكارات ومستجدات تقنيات الطاقة المتجددة. ويمثل تطوير تقنيات الطاقة المتجددة أحد التحديات الملحّة والفرص الواعدة أمام العالم بأسره. وأنا على ثقة بأن هذا المؤتمر سيسهم إلى حدٍ كبير في دفع عجلة تطوير قطاع الطاقة المتجددة».

ريادة إماراتية

وقال موفق الجاسم، عالم رئيسي، ومدير مجموعة التقنية الكهروضوئية في المختبر الوطني للطاقة المتجددة، الولايات المتحدة الأمريكية: «إنّ دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي رائدة عالمياً في تطبيق الأنظمة الكهروضوئية.

ويستقطب المؤتمر مجموعة من أبرز العلماء والخبراء والمهندسين وصُنَّاع السياسات والمستثمرين ومصنّعي المعدات من مختلف أنحاء العالم ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتتيح الفعاليات المهمّة مثل هذا المؤتمر منصة للقاء، والعديد من الفرص التي من شأنها دفع عجلة تطور التقنيات الكهروضوئية وتوسيع نطاق استخدامها».

من جهته، قال الدكتور ستيفن رينغل، أستاذ ونائب رئيس مساعد، جامعة ولاية أوهايو، الولايات المتحدة الأمريكية: «يسرني أن أشارك في الدورة الأولى من مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للطاقة الشمسية، بصفتي الرئيس العام السابق لمؤتمر معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) للمتخصصين في الطاقة الكهروضوئية الذي أقيم عام 2015، وأحد الرؤساء الثلاثة للجنة الاستشارية الدولية التابعة للمؤتمر العالمي للتحول إلى الطاقة الكهروضوئية (WCPEC-IAC)، ممثلاً عن معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) وأمريكا الشمالية.

لقد بات توسيع البحوث حول التقنيات الكهروضوئية، ورفع مستوى الوعي في هذا المجال أمراً جوهرياً، وأصبح من الضروري جداً تخطي التحديات التي تواجه زيادة الاعتماد على تقنيات الطاقة الكهروضوئية عالمياً. ويمثل مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للطاقة الشمسية قفزة كبيرة نحو تحقيق هذه الأهداف».

منصة عالمية

وقالت الدكتورة شاوجينغ هاو، أستاذ زميل بحوث المستقبل في مركز البحوث الأسترالي، جامعة نيو ساوث ويلز، أستراليا: «قمتُ بزيارة دبي عدة مرات وشاركت في مؤتمرات أوروبية سنوية سابقة حول الأنظمة الكهروضوئية، وأنا في غاية التشوق لزيارة دبي هذه المرة خصيصاً للمشاركة في أولى دورات مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للطاقة الشمسية. وباعتباري عالمة في الأنظمة الكهروضوئية، فإنني أتشرف بالمشاركة في هذا الحدث الرائد على مستوى المنطقة، والذي يجسد نهج دبي كصلة وصلٍ بين مختلف المدن».

وتابعت هاو: «يشكل هذا المؤتمر منصةً عالميةً لتعزيز الابتكار والبحوث والاكتشافات العلمية، بهدف إحداث أثر إيجابي وتسريع وتيرة انتقال الطاقة، ودفع عجلة العمل المناخي لتحقيق الحياد الكربوني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها، وأتطلع لانطلاقة هذا الحدث الاستثنائي وتبادل المعارف، وحشد الجهود المشتركة وتطوير التقنيات الكهروضوئية. معاً نرسم ملامح مستقبلٍ مستدام مضاء بالطاقة الشمسية».

Email