بمناسبة اليوم العالمي للسكري.. عبد الرحمن العويس: إنجازات إماراتية رائدة في مكافحة الأمراض غير السارية
ت + ت - الحجم الطبيعي
أكد معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن الإمارات حققت إنجازات رائدة في مجال مكافحة الأمراض غير السارية ومنها السكري، من خلال تمكين الخدمات الصحية المستقبلية والأنظمة الذكية، بما يتماشى مع سبل التنمية المستدامة في القطاع الصحي لتعزيز جودة الحياة في الإمارات، بما يضمن رفاهية وسلامة وسعادة المجتمع.
وأشار معاليه بمناسبة اليوم العالمي للسكري الذي يوافق تاريخ 14 نوفمبر من كل عام، إلى أن الوزارة بالتعاون مع الجهات الصحية بالدولة تواصل جهودها لتطوير النهج الصحي الوقائي، لتخفيض معدل انتشار المرض، وتحسين نتائج المؤشر الوطني لعدد المصابين بالسكري، مما يؤكد أن القطاع الصحي يسير في الطريق الصحيح.
وقال معالي العويس إن وزارة الصحة ووقاية المجتمع تحرص على دعم البحوث والدراسات العلمية للوصول إلى أفضل النتائج لتعزيز الوعي بمرض السكري وخفض مضاعفاته الصحية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب والآراء ومنهجية العمل المشترك والمتكامل مع المنظمات الصحية العالمية والدول الرائدة في هذا المجال، بهدف المساعدة على إحداث تأثير فعّال فيما يتعلق بالحد من مرض السكري.
وأضاف معاليه أن الإمارات تحرص على أن تكون من أوائل الدول في استقطاب وتبني الابتكارات والحلول المتطورة في المجال الصحي، في إطار استراتيجيتها المستقبلية لتحقيق التنمية في جميع القطاعات الحيوية وتعزيز تنافسيتها العالمية.
اهتمام
قال الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع: «تولي دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بمرض السكري باعتباره يشكل أحد التحديات التي تؤثر على صحة الأفراد والمجتمعات، محققة مكانة رائدة في جودة الرعاية الصحية بشكل عام، ورعاية مرضى السكري على وجه الخصوص، من خلال المبادرات والبرامج التي تقدمها الدولة وفق أفضل الممارسات والمعايير في الحد من انتشار المرض، وذلك تجسيداً لرؤية قيادتنا الحكيمة التي تعطي الأولوية لصحة السكان وتحقيق رفاهيتهم من خلال تطوير الأنظمة الوقائية لحماية الصحة العامة وتقديم خدمات طبية شاملة ومتميزة».
وأضاف الدكتور محمد العلماء في تصريح بمناسبة اليوم العالمي للسكري: «حرصت الدولة على إدراج المرض في السياسات والبرامج الصحية الأوسع نطاقاً المتعلقة بالأمراض غير السارية، بالإضافة إلى دمج إدارة المرض في العديد من الاستراتيجيات الوطنية مثل الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، والاستراتيجية الوطنية للتغذية 2030.
فضلاً عن تعزيز التطور في طرق العلاج والوقاية من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتطبيب عن بعد إلى جانب البرامج العلاجية الأخرى، ما أسهم في تقليص نسب الإصابة والوقاية من المرض».
حملة
من جانبها أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع حملة وطنية للكشف المبكر عن مقدمات السكري والإصابة به مؤخراً، وذلك لتعزيز الوقاية من المرض وسعياً لتحقيق مستهدف المؤشر الوطني الخاص بخفض نسبة انتشار المرض في الدولة.
وقد قامت الوزارة بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين بتوفير خدمات الفحص من خلال المراكز الطبية في مختلف أنحاء الدولة وتنظيم زيارات لموظفي القطاعين الحكومي والخاص، وتوفير خدمة الفحص في مقار عملهم، والتي تهدف إلى تقديم مشورة وإرشادات صحية بعد الفحص مباشرةً لتنظيم أسلوب حياة الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالسكري وتعريفهم بالخيارات العلاجية المتاحة.
مليون إصابة
ويوجد في دولة الإمارات نحو مليون بالغ مصاب بهذا المرض، حيث يكمن الغرض من الاحتفال بيوم مرض السكري خلق الوعي بين الناس حول هذا المرض والوقاية منه ومن تداعياته الخطيرة، والذي يؤدي في المتوسط إلى فقدان متوسط العمر من 6 إلى 10 سنوات لكل شخص.
وأفاد الدكتور إدريس مبارك، أخصائي الغدد الصمّ، أن داء السكري يعني من الناحية الفنية ارتفاع تركيز الجلوكوز في الدم، وهو الأمر الذي يمكن أن يسبب تغيرات هيكلية ووظيفية دائمة في أعضاء الجسم، مما يؤدي إلى مضاعفات مثل الاعتلال العصبي (تلف الأعصاب)، واعتلال الكلية (تلف الكلى)، واعتلال الشبكية (أمراض العين)، وفشل القلب وما إلى ذلك.
حيث يعاني معظم مرضى السكري أيضاً من أمراض مصاحبة أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسمنة وما إلى ذلك، وكلها تحتاج إلى معالجتها بشكل مناسب، منوهاً إلى أن أحدث الأبحاث تشير إلى أن فقدان الوزن هو أحد أكثر طرق العلاج فعالية ضد مرض السكري، وقد يكون أكبر عامل مساهم في احتمالية الشفاء من مرض السكري، كما تلعب أحدث مجموعة من الأدوية تسمى منبهات مستقبلات GLP - 1 (GLP1RA) دوراً مهماً في خفض مستويات الجلوكوز في الدم تساعد أيضاً في تقليل الوزن بدرجة كبيرة تصل في بعض الأحيان إلى 15 - 20 كجم خلال 3 - 6 أشهر.
ولفت الدكتور إدريس إلى أن العلاج والسيطرة الجيدة على مرض السكري يقلل من احتمالية الإصابة بهذه المضاعفات بشكل كبير، ويشمل علاج مرض السكري تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي وممارسة النشاط البدني وتناول الأدوية، وبشكل عام يجب أن يكون النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات، والمشي السريع لمدة 30 دقيقة يومياً لمدة 5 أيام على الأقل في الأسبوع هو الحد الأدنى من التمارين الرياضية اللازمة لشخص بالغ متوسط.
رعاية طبية
وأشار الدكتور محمد عبدالرحيم سليمان، استشاري الطب الباطني، إلى أن مرض السكري هو حالة مزمنة تتميز بارتفاع مستوى السكر في الدم، نتيجة لاضطراب في إنتاج أو استخدام الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم وهو الأنسولين. ويعتبر السكري من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، ويتطلب إدارة دقيقة ورعاية طبية مستمرة.
ولفت الدكتور سليمان إلى أن مرض السكري ينقسم إلى نوعين رئيسيين: النوع الأول والنوع الثاني، يعتبر السكري النوع الأول من الأنواع الأكثر شيوعاً في سن الطفولة والشباب، ويحدث عندما يتعطل الجهاز المناعي ويبدأ في مهاجمة وتدمير خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين. بالتالي، يحتاج المصابون بالسكري النوع الأول إلى حقن الأنسولين بشكل يومي للتحكم في مستوى السكر في الدم، أما السكري النوع الثاني، فيحدث عادة في سن البلوغ أو في العمر الأكبر، وينتج عن مزيج من عوامل وراثية ونمط الحياة غير الصحي.
في هذا النوع من السكري، يحدث مقاومة للأنسولين في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، ويمكن إدارة السكري النوع الثاني من خلال تغيير نمط الحياة، بما في ذلك التغذية الصحية وممارسة النشاط البدني، وفي بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى الأدوية أو الأنسولين للسيطرة على مستوى السكر في الدم.