تمكنت دبي، من تصدر قائمة المدن الأكثر جذباً للسائحين من مختلف أنحاء العالم، ما أهلها لتكون ضمن أفضل الوجهات للسياحة العلاجية، بفضل احتضانها أفضل مؤسسات الرعاية الصحية العالمية، وأمهر الكفاءات الطبية المتخصصة في كافة المجالات، إضافة إلى امتلاكها مقومات تنافسية مثل الخدمات عالية الجودة والكوادر الطبية المهنية والمرافق المتطورة، لتوفير تجارب استثنائية عالمية بكافة المقاييس.

وتقدم دبي نظاماً صحياً يحاكي أفضل الأنظمة المتطورة دولياً، مدعماً بالأنظمة والتشريعات والقوانين المحلية التي تضمن أعلى معايير الجودة، إلى جانب ذلك تتميز دبي بموقعها الاستراتيجي والأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، وتوفر البيئة والمناخ الاستثماري الجاذب لرجال الأعمال والمستثمرين بشكل عام، كما توفر القوانين والتشريعات المرنة والمتطورة لممارسة المهن الصحية، إضافة إلى وجود البنية التحتية الداعمة للسياحة الصحية، وتطور القطاع الصحي، وتوفر الخدمات التشخيصية والصحية المتميزة في مختلف التخصصات الطبية وحصول المستشفيات الحكومية وعدد كبير من المستشفيات الخاصة على شهادات الاعتماد الدولية في الجودة.

وتعد دبي موطناً لمؤسسات الرعاية الصحية المعتمدة دولياً على مستوى العالم، والتي تقدم نموذجاً مبتكراً للرعاية المتكاملة الشاملة، حيث توفر تجربة صحية لا مثيل لها. وتزخر البنية التحتية المتطورة لمقدمي خدمات الرعاية الصحية، بمجموعة من التخصصات التي تشمل الإجراءات الاختيارية في العلاج التجميلي وجراحة العظام والطب الرياضي وطب العيون وطب الأسنان، والأمراض الجلدية، والفحص الصحي الوقائي، إضافة إلى تقنيات علاج الخصوبة وفقدان الوزن والعمليات الجراحية المنوعة. وتضم دبي، مجموعة من أمهر الأطباء المتخصصين في الرعاية الصحية الذين أثبتوا مؤهلاتهم من جميع أنحاء العالم.

وشهدت السياحة العلاجية في دبي، إقبالاً كبيراً من السائحين الصحيين، وضمن مختلف التخصصات الطبية خلال العام 2022، ما يعكس بشكل كبير تميز قطاع الرعاية الصحية والطبية في الإمارة، وكفاءة البنية التحتية عالمية المستوى فيه بمنشآته المتطورة وكوادره المتخصصة وكافة الطواقم الطبية العاملة فيه، ما يرسخ مكانة دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية، وفقاً لرؤية القيادة الرشيدة في توفير نموذج صحي متميز يتيح مناخ استشفاء آمن ومميز في مختلف التخصصات الطبية، وأفضل خدمات التشخيص والعلاج عالية الجودة.

ووفق آخر تقرير أصدرته هيئة الصحة بدبي عن حركة السياحة الصحية، فقد استقبلت دبي أكثر من 674 ألف سائح صحي من مختلف قارات العالم خلال العام 2022، حيث كان غالبية السائحين الصحيين، الذين وفدوا إلى الإمارة، من دول آسيا بنسبة 39 %، تليها دول أوروبا ورابطة الدول المستقلة بنسبة 22 %، والدول العربية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بنسبة 21 %. كما أظهر التقرير، الطفرة الكبيرة في النفقات الطبية للسائحين الصحيين في دبي، حيث تجاوز إجمالي تلك النفقات في العام 2022 «992 مليون درهم»، بزيادة قدرها 262 مليون درهم عن العام 2021.

ووفقاً للتقرير، فإن التخصصات الطبية الثلاثة الأكثر جذباً للسائحين الصحيين، تمثلت في الأمراض الجلدية بنسبة 31 %، وطب الأسنان 24 %، ثم طب النساء 18 %. وأوضح التقرير، أن السائحين الصحيين قد أقبلوا على تخصصات طبية متعددة بمعدلات متفاوتة، وشملت جراحة العظام، والجراحات التجميلية، وطب العيون، وعلاجات الخصوبة، والاستشفاء والتعافي.

وتضمّن التقرير، مجموعة من الإحصاءات من الجهات المصدرة للسياحة العلاجية إلى دبي، وشكلت أعلى ثلاث وجهات استقبلت منها دبي زواراً لأغراض صحية والتخصصات الطبية المختلفة التي استقطبتهم الأمراض الجلدية: الدول الآسيوية 35 %، والدول الأوروبية 26 %، والدول العربية ومجلس التعاون الخليجي 20 %، وطب الأسنان: الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي بنسبة 37 %، ثم الدول الآسيوية 29 %، والأوروبية بنسبة 19 %، وأمراض النساء: الدول الآسيوية بنسبة 54 %، والدول الأوروبية 18 %، والدول العربية ومجلس التعاون الخليجي 13 %، جراحة العظام: الدول الآسيوية 36 %، والأوروبية 23 %، والدول العربية ومجلس التعاون 23 %، والجراحات التجميلية: الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي بنسبة 37 %، والدول الأوروبية 28 %، والآسيوية 19 %، وطب العيون الدول الآسيوية بنسبة 33 %، والدول العربية ومجلس التعاون الخليجي 27 %، والدول الأفريقية 17 %، وعلاجات الخصوبة الدول الآسيوية بنسبة 38 %، والدول العربية ومجلس التعاون الخليجي 24 %، والأوروبية 18 %، والصحة والاستشفاء الدول الأوروبية بنسبة 39 %، والدول الآسيوية 28 %، ثم الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي بنسبة 18 %.

رعاية شاملة

وتطبّق دبي مفهوم العناية الشاملة للاسترخاء وفقدان الوزن وإدارة مرض السكري وغيرها من الأهداف العلاجية الشخصية الأخرى، تحت إشراف نخبة من المهنيين المختصين والمرخّصين، كما تهدف دبي إلى تقديم تجربة غنية وعالية المستوى، مصحوبة بنهجٍ شامل ومتكامل للصحة العامة كما توفّر أنشطة وبرامج واعدة، تتعلّق بالعلاج والاسترخاء، ضمن بيئةٍ أكثر أماناً وراحة.

عوامل مشجعة

وعادة ما يبحث المرضى عن أفضل المستشفيات والكوادر الطبية في العالم، فقد أصبحت إمارة دبي الآن تنافس الدول العظمى في جودة الخدمات المقدمة للمرضى، وفي مجالات مختلفة، مثل أمراض القلب وأمراض النساء، وجراحات المخ والأعصاب، وغيرها الكثير من التخصصات الطبية، كما تقدم العديد من مستشفيات دبي خدمات طبية بشكل عصري عن طريق استخدام أحدث الأجهزة التي تماثل الأجهزة المتوفرة في المراكز الطبية العالمية.

ريادة عالمية

وتواكب دبي على الدوام، توفير أفضل مستويات الرعاية الصحية بمعايير عالمية منها استراتيجية تتمحور حول المريض للسياحة العلاجية، حيث تكون مصلحة المريض في جوهرها عبر ميثاق حقوق ومسؤوليات المرضى وضعت هيئة الصحة بدبي ميثاق حقوق ومسؤوليات المرضى، لجميع المرضى الذين عولجوا في دبي، إيماناً منها بأن المرضى بحاجة إلى معرفة حقوقهم ومسؤولياتهم بشكل واضح قبل السفر إلى دبي للرعاية الصحية.

ووضعت هيئة الصحة بدبي، إجراءات واضحة وشفافة للتعامل مع أي شكاوى طبية من المرضى تتعلق بالخدمات الصحية أو جودتها، وتم تصميم هذه العملية لمعالجة القضايا على أساس مستوى شدة الحالة وتزويد المرضى وعائلاتهم بجدول زمني واضح للقرار، إضافة إلى الشكاوى الأخرى غير الطبية بما في ذلك المالية والجنائية والمتعلقة بالتأمين والشكاوى المتعلقة بالسلوك والتصرفات هي ضمن نطاق خدمات الهيئة، ويمكن التعامل معها من خلال قسم الشكاوى الطبية في مرافق الرعاية الصحية.

تأمين

وتعمل هيئة الصحة بدبي مع الشركة كطرف ثالث لتغطية سفر السياح القادمين للعلاج في دبي ومنها سياسة التأمين وهي شبكة أمان مهمة في حالة حدوث مضاعفات غير متوقعة قد تنشأ من تلقي العلاج في دبي، لتشجيع جميع السياح القادمين لأغراض طبية إلى شراء وثيقة تأمين سفر طبية تقدمها مرافق الرعاية الصحية في دبي، حيث تم التحري عن المرافق الطبية التي تظهر على هذا الموقع والموافقة على استقبال السياح لأغراض طبية، وتشمل هذه العملية كل المرافق تلبية للمتطلبات والمعايير الصارمة، وعمليات تفتيش المواقع والمراجعة الدورية المستمرة من قبل قسم التنظيم الصحي التابع لها.

وشهدت هيئة الصحة في دبي، معدلات مرتفعة على صعيد التحول الذكي، واستدامة القطاع الصحي، حيث حققت الهيئة 98.55 % في نسبة الاكتمال الرقمي، و98.91 % في أتمتة العمليات الداخلية، و93.42 % في مجال التبني الرقمي، و100 % في نسبة التفتيش الذكي عن بعد من خلال نظام «راصد».

مشاريع تحول

ومن بين المشاريع والمبادرات التي أنجزتها وتعمل عليها الهيئة في مجال التحول الذكي للخدمات الطبية، «منصة نابض» المخصصة للتبادل الآمن لمعلومات الرعاية الصحية الموثوقة بين المنشآت الصحية المرخصة في إمارة دبي، حيث تُمكّن المنصة مُقدّمي الرعاية الصحية من مشاركة السجلات الطبية الموحدة للمريض والوصول لتلك السجلات بأمان من جميع المنشآت الصحية التابعة للقطاعين العام والخاص في دبي، ما يسهم في تقديم رعاية طبية بأعلى مستوى من الجودة والكفاءة، في حين وصل عدد الملفات الطبية الموحّدة في دبي، والمتوفرة على منصة «نابض» إلى 7.8 ملايين ملف طبي، وبلغ عدد الرسائل التي تحتوي على بيانات صحية تم تبادلها عبر المنصة منذ إطلاقها في أكتوبر 2020، أكثر من 352 مليون رسالة تحتوي على بيانات جديدة من المنشآت الصحية المرتبطة بالمنصة.

وفي الوقت نفسه، تواصل هيئة الصحة في دبي، تطوير منصة «شريان»، للارتقاء بخدمات المنشآت الصحية، وخدمات ترخيص المهنيين التي يتم تقديمها عن طريق النظام مع مواءمة النظام مع القوانين والتشريعات الخاضعة لوزارة الصحة ووقاية المجتمع.

وأجرت الهيئة، العديد من التحسينات على واجهة المنصة للتسهيل على المستخدم، إلى جانب تحقيق الربط الإلكتروني مع الجهات الحكومية، ومنها دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، لتقليل المدة الزمنية لاستيفاء المعاملات ذات العلاقة.

وبلغ عدد المعاملات التي تم إنجازها في منصة «شريان» منذ أتمتة النظام عام 2019، حتى النصف الأول من العام الجاري، أكثر من 4 ملايين معاملة، فيما بلغ عدد المهنيين الصحيين الذين تم تسجيلهم في دبي 85 ألف مهني صحي، ووصل عدد المتقدمين للامتحانات الإلكترونية 76 ألف مهني، وبلغ إجمالي المهنيين ممن تم تدقيق شهادتهم 116 ألف مهني، خلال الفترة نفسها.

نظام حصانة

وفي إطار مواصلة عمليات التحول الذكي، تعمل هيئة الصحة في دبي على استبدال النظام القديم لإدارة الصحة العامة، بآخر حديث ليتم استخدامه من قبل مقدمي خدمات الرعاية الصحية في دبي، ضمن القطاعين الحكومي والخاص بما فيها المستشفيات والمراكز الطبية والعيادات والمختبرات، وذلك لإدارة التحصين ورصد الأمراض المعدية، إضافة إلى خدمات التطعيم.

ويبلغ عدد مستخدمي نظام حصانة 5473 مستخدماً من موفري الخدمات ذات الصلة، بينما بلغ عدد العملاء في النظام أكثر من 15 مليوناً و885 ألفاً، وعدد المرافق الصحية التي يمكن الوصول إليها في نظام حصانة 991 مرفقاً.

وسجل عدد المعاملات الذكية التي أجراها المتعاملون على منصات هيئة الصحة في دبي خلال النصف الأول من عام 2023 زيادة ملحوظة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إذ شهد أكثر من 2 مليون معاملة، بينما بلغ عدد المعاملات للنصف الأول لعام 2023، أكثر من 2 مليون و300 ألف معاملة بزيادة نسبتها 13 %.

كما سجلت التطبيقات الذكية زيادة ملحوظة في عدد معاملات خدمات التراخيص الصحية بنسبة قدرها 25 %، مقارنة مع النصف الأول من عام 2022، حيث بلغ عدد المعاملات خلال العام الجاري 667 ألف معاملة، مقارنة بـ533 ألف معاملة خلال عام 2022.

الذكاء الاصطناعي

وضمن جهود الهيئة، يتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تقييم أهلية المهنيين الصحيين في القطاع الصحي للحصول على رخصة مزاولة المهن الطبية، وتم تقييم ما يزيد على 70 ألف متقدم من خلال منصة «شريان» خلال النصف الأول من العام 2023.