أكد المؤتمر العالمي الأول لحفظ النعمة في أبوظبي، أنه يتم هدر نحو 17 % من الأغذية العالمية في مرحلة البيع بالتجزئة وعلى مستوى الاستهلاك.
وانطلقت أمس أعمال المؤتمر، الذي تنظمه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ويستمر يومين بمشاركة عدد من المسؤولين والمختصين في مجال الاستدامة والزراعة والأمن الغذائي والبيئة والمياه من داخل الدولة وخارجها، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وأكدت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن دولة الإمارات تمتلك سجلاً حافلاً في الحد من هدر الطعام، وتحرص على تطوير منظومة غذاء مستدامة والتعاون مع شركائها في مختلف أنحاء العالم بهدف نشر أفضل وأحدث النظم المستدامة في إنتاج وإدارة منظومة الغذاء.
وقالت في كلمة مرئية مسجلة خلال المؤتمر: «يأتي المؤتمر العالمي الأول لحفظ النعمة في توقيت يتم فقد نحو 14 % من الأغذية بعد حصادها حتى مرحلة البيع بالتجزئة، ويتم هدر نحو 17 % من الأغذية في مرحلة البيع بالتجزئة وعلى مستوى الاستهلاك»، مؤكدة على أهمية وقف نزيف هدر الغذاء والطعام بالتوازي مع جهودنا لزيادة إنتاج الغذاء بشكل مستدام.
الأمن الغذائي
وتابعت: «تولي قيادة الدولة الرشيدة أهمية كبرى لتعزيز الأمن الغذائي المستدام ووقف هدر الطعام وترشيد استهلاكه، وتحث المجتمع على ضرورة ترشيد استهلاك الغذاء واتباع سلوكيات الشراء الصحيحة وأخذ الاحتياجات من دون مبالغة».
وأشارت إلى أن المبادرة الوطنية «نعمة» تستهدف تحقيق التزام الإمارات بالحد من فقد الغذاء وهدره بـ50 % بحلول العام 2030، موضحة أنه في العام الماضي عملت المبادرة على مساعدة المقاصف والمطاعم على تقليل هدر الطعام، وأقامت 8 شراكات استراتيجية مع شركاء متنوعين، وحصلت على 44 تعهداً.
وقالت إن إعلاننا الأخير عن برنامج «كوب28» للنظم الغذائية والزراعية هو شهادة على التزامنا الثابت بتحويل النظم الغذائية العالمية.
حيث سنسعى خلال استضافة المؤتمر العالمي أن نحصل على توقيع قادة الدول على إعلان القادة حول النظم الغذائية والزراعية والعمل المناخي، وهو ما سيضمن التزام البلدان حول العالم بتحويل النظم الغذائية إلى نظم أكثر استدامة، والتي سيكون من بينها اعتماد حلول مبتكرة للحد من فقد وهدر الغذاء.
فنادق
وقال الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر، إن مشروع حفظ النعمة أسهم منذ إطلاقه في الحد، بشكل كبير من الإسراف، والحفاظ على النعم التي حبانا الله بها من خلال إعادة تدوير الفائض من الغذاء والكساء والأثاث وغيرها، والتبرع بها للمحتاجين بما يسهم في تعزيز مبدأ التكافل والتراحم والمودة والإخاء والعطاء التي يتميز بها مجتمع الإمارات.
وأعرب عن أمله أن تتضمن التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر، مبادرة تستهدف تشجيع الفنادق العاملة بالدولة على تعديل لوائح عملها الداخلية والمعنية بآليات تعاملها مع الأطعمة الزائدة، بحيث تسهم بدورها في دعم أنشطة برنامج «حفظ النعمة»، وتوزيعها على الفئات المستفيدة من البرنامج.
وتفقد الدكتور حمدان المزروعي وعدد من المسؤولين والمشاركين المعرض المصاحب للمؤتمر، كما شهد مع الحضور الفعالية الخارجية التي تم تنظيمها تحت عنوان «زراعة شجرة الاتحاد»، وتضمنت زراعة شجرة من أشجار الغاف أمام ساحة انعقاد المؤتمر.
يوم عالمي
وأفاد راشد مبارك المنصوري، نائب الأمين العام للشؤون المحلية في هيئة الهلال الأحمر، أن المؤتمر يمثل الخطوة الأولى من رحلة الموافقة الأممية لاعتماد اليوم العالمي لحفظ النعمة، والذي نسعى أن نطلقه من الإمارات إلى العالم كمبادرة تدعم الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لعام 2051.
وأضاف: نتطلع إلى أن يخرج المؤتمر بأفكار وتوصيات تدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الوعي البيئي وتحقيق أهداف الاستدامة من أجل مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة، إلى جانب توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بمختلف مساراتها في ملف حفظ النعم، وتغيير الصورة النمطية عن حفظ النعمة الواحدة «الغذاء» وتوجيه الأنظار إلى النعم الأخرى.
وشهد اليوم الافتتاحي، تدشين عدد من المبادرات النوعية والتي شملت إطلاق الهوية البصرية الجديدة لحفظ النعمة، والإعلان عن إطلاق مجلة «غيث» أول مجلة للأطفال مختصة بحفظ النعمة والاستدامة، فضلاً عن إطلاق «بودكاست حفظ النعمة» في مبادرة تسعى من خلالها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى تعزيز الوعي بمفهوم النعم.
وعقدت ضمن فعاليات اليوم الأول للمؤتمر، جلسة حوارية بعنوان «المساهمة في COP28، دور حفظ النعمة في تحقيق أهداف اتفاقية التغير المناخي».
واستعرض الخبراء المشاركون في الجلسة آليات تبني الممارسات المستدامة والتصدي لهدر الطعام.
فيما عقدت الجلسة الثانية للمؤتمر تحت عنوان «الابتكار التقني في حفظ النعم: دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تحقيق الاستدامة»، بينما حملت الجلسة الحوارية الثالثة عنوان «التحسين المستدام من خلال إعادة التدوير والحفاظ على الموارد».
التكنولوجيا واستدامة النعم
أكدت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية دور التكنولوجيا في استدامة النعم وأن التكنولوجيا نعمة اخترعها العقل التوّاق للمعرفة والاكتشاف، فمثل كل الاختراعات بدأت حلماً ثم فكرة وتحولت إلى حقيقة وواقع ملموس.
وأشارت إلى أن حجم النفايات الإلكترونية التي قدرها العلماء تصل إلى نحو 25 مليون طن العام الماضي منها نحو 600 ألف طن أجهزة كمبيوتر وأجهزة لوحية وهواتف محمولة، هذه النفايات ممكن أن تصبح نعمة حين نعيد تدويرها بطريقة مفيدة للإنسان.