عقد مركز محمد بن راشد للفضاء، أمس، مؤتمراً صحافياً لفريق مهمة «طموح زايد2»، شارك فيه رائدا الفضاء الإماراتيان سلطان النيادي وهزاع المنصوري، وسالم المري مدير المركز، في مطار أبوظبي الدولي، وذلك احتفاءً بعودة النيادي إلى أرض الوطن، بعد نجاحه في إتمام أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، التي امتدت 6 أشهر، وإلقاء الضوء على أهم مراحلها ومستجداتها خلال المرحلة المقبلة، بهدف تعزيز أثرها إيجابياً على المجتمع العلمي والمعرفي في الدولة.

وقال النيادي: أقف هنا اليوم، على أرض وطننا الحبيب، تغمرني مشاعر التواضع والفخر بحضور ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وعائلتي وفريق مركز محمد بن راشد للفضاء. وتابع: ينبض قلبي بالامتنان وأنا أسترجع في ذاكرتي حجم الجهود التي بذلت لإنجاز المهمة.. إن نجاح هذه المهمة ينسجم مع روح وفكر أمتنا التي تثبت من جديد أن المستحيل ممكن.

وقال: ممتن للغاية لقيادتنا الحكيمة التي أرشدتنا توجيهاتها، وإيمانها المطلق في كل خطوة قمنا بها.. هذا الإنجاز التاريخي لا ينسب إليّ وحدي، بل هو ملك كل مواطن إماراتي، بالأخص شبابنا الذين يطمحون لإكمال مسيرة النجاح والتميز.. يدًا بيد، بالإصرار والعزيمة، ستواصل أمتنا كتابة تاريخ من النجاحات والإنجازات».

لحظات فارقة

وفي رده على سؤال لـ «البيان» بخصوص أهم اللحظات الفارقة التي أثرت عليه خلال سنوات تدريبه وتنفيذ مهمته، أكد أنه دائماً ما يتذكر دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، للشباب للانضمام والالتحاق ببرنامج الإمارات لرواد الفضاء، وأنه يحتفظ بهذه المقولة على هاتفه المحمول، والذي يعتبرها أنها كانت «فرصة لا تعوض لتحقيق حلمه» أن يكون رائد فضاء، معتبراً أن هذا الأمر لا يحصل في كل وقت أو أي مكان، وإنما يوجد فقط بالإمارات، حيث لا شيء مستحيلا، وبين أنه لا ينظر لأوصاف مثل «تحقيق أطول مهمة أو أي توصيفات أخرى، إنما ينظر إلى أن حلمه تحقق بفضل تمسكه بالفرص التي يوفرها قادة الإمارات لأبنائهم.وعبر النيادي عن سعادته بالعودة إلى أرض الوطن وإتمام مهمته على أكمل وجه وتحقيق مستهدفاتها التي تم وضعها، مبيناً أن حلمه تحقق بفضل رؤية القيادة الرشيدة التي تدعم بقوة الشباب الإماراتي، حتى أصبح حقيقة واقعة.

مهام مستقبلية

وفيما يخص تنفيذ مهام مستقبلية جديدة لبرنامج رواد الفضاء الإماراتي، أوضح أنه دائماً ما يتذكر كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بأننا دائماً نطمح للبعيد، ولذلك فإن مهمة طموح زايد مستمرة وتتواصل نحو استشراف مستهدفات مستقبلية جديدة، مؤكداً أن مركز محمد بن راشد للفضاء دائماً ما يسعى نحو تنفيذ مشروعاته ومهماته، من خلال التخطيط الجيد وإجراء الدراسات العلمية الوافية عنها، ورؤية مدى تحقيق مستهدفاتها، وصولاً للتدريب الجيد والمستمر لتأهيل كوادره.

ولفت إلى أهمية التواصل الذي كان يتم مع المتابعين من خلال سلسلة «لقاءات من الفضاء» والشغوفين بعلوم الفضاء، معتبراً أنه كان أمراً مهماً جداً، وذلك لإبراز كافة تفاصيل مهمته للمتابعين في كل الدول العربية.

مهمة دقيقة

وذكر أن مهمة السير بالفضاء التي نفذها كانت تحمل من الخطورة الكثير لكن بالتدريب والتأهيل استطاع أن يتجاوز أي مشاعر سلبية، خاصة أنه يتواجد خارج المحطة الدولية بما يحمله ذلك من تحديات الإشعاع وغيرها، مؤكداً ثقته الكبيرة في التدريبات التي حصل عليها والتي أهلته لتنفيذ المهمة بشكل جيد. وتابع أنه كان حريصاً على تحقيق هدفه وتنفيذ المهمة ولذلك فإنه لم يشعر بمدة المهمة الطويلة والتي بلغت 7 ساعات، لافتاً إلى أنه وخلال المهمة فإنه لا مجال للخطأ، ولذلك فقد حرص جيداً قبل بدء المهمة على حفظ مهامه جيداً، وأن الساعات مرت سريعة حيث تم خلالها تجهيز أماكن تركيب الألواح الشمسية خارج المحطة، موضحاً أنه كانت لديه ورقة قرأها بالصدفة قبل بدء المهمة، حملت عبارة «لا شيء مستحيلاً» وهو الأمر الذي أعطاه دافعية وحماسة وأملاً لإنجاز مهمته على أكمل وجه.

تجارب علمية

كما تطرق إلى تأثير التجارب العلمية التي أجراها والتي بلغت 200 تجربة علمية استهدفت خدمة البشرية والمجتمع العلمي، وطالت مجالات وأبحاثاً في مختلف المجالات الطبية والزراعية والإنسانية، مبيناً أن أقربها إلى قلبه تلك التي تحمل مردوداً علمياً من شأنه تقديم حلول لمشكلات تخدم البشرية.ولفت إلى أنه أنهى الأسبوعين الماضيين في تنفيذ مرحلة إعادة التأهيل له، حيث تم أخذ عينات طبية منه، للبدء في استطلاع نتائجها ومقارنتها في بيئتي الفضاء وانعدام الجاذبية وعدمها، موضحاً أن هذه الفترة من أخذ العينات ستستمر 30 يوماً مقبلة، ستُجرى خلالها مراقبة مستمرة لوظائف الأعضاء الحيوية الخاصة به، وذلك للتعرف على مدى تأثرها، في خطوة للتجهيز لمهام مأهولة لاستكشاف القمر والمريخ، ومحاولة تقليل مخاطر الجاذبية على رواد الفضاء.

وتحدث النيادي عن علم الدولة الذي أهداه بعد عودته لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قائلاً إنه ذلك العلم الذي كان يصاحبه ويظهر معه خلال «سلسلة لقاءات من الفضاء»، فيما وعد في الوقت ذاته الشعب الإماراتي ومتابعيه بعودة أعلام وطنية أكثر من الفضاء إلى أرض الوطن في المستقبل.

وأوضح أن نشر الشغف والتوعية بمخرجات مهمة «طموح زايد2» سيكون مهمته التي سيعمل عليها خلال الفترة المقبلة، معتبراً أن ذلك جزء من مسؤولياته.

متابعة مهمة

من جهته، تحدث هزاع المنصوري عن دوره وبصفته مسؤولًا عن متابعة مهمة البعثة 69 إلى محطة الفضاء الدولية، وأنه عمل على تنسيق وإنجاز مهام رواد الفضاء المتواجدين على متن المحطة وتطوير، وإدارة، ومتابعة تطبيق عمليات المهمة والتواصل بين الفرق، ونقل المعلومات بين فريق المهمة على الأرض، ورواد الفضاء، معتبرا أن المهمة كانت دقيقة وتتسم بالدقة.

وقال إنه ومن خلال تحقيق مستهدفات المهمة الثانية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، فإن الإمارات أثبتت للعالم أنها إذا خطت خطوة في مشروع ما، فإنها تسعى للاستمرار فيها للوصول إلى أبعد نقطة من النجاح، لافتاً إلى أنه يتطلع لرؤية مهمات مستقبلية لرائدي الفضاء نورا المطروشي ومحمد الملا، ومساعدتهما على السعي لتحقيق حلمهما.