«الإمارات لرواد الفضاء» حاضنة نجاحات تاريخية

رواد الفضاء الإماراتيون نماذج عربية ملهمة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد النيادي أحد رائدى الفضاء اللذين تم اختيارهما من بين أكثر من 4000 متقدم خلال الدفعة الأولى من «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» عام 2017، حيث يهدف البرنامج لتدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين وإرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة.

ويرتكز برنامج الإمارات الوطني للفضاء على رؤية القيادة الرشيدة السباقة في استشراف المستقبل، بالدعم الكبير الذي توفره لتطوير قطاع الفضاء، وانعكاساً لذلك استطاعت الإمارات خلال فترة زمنية قصيرة مقارنة بدول متقدمة أخرى، أن تضع نفسها بين الدول البارزة في مجال علوم واستكشاف الفضاء، بالإضافة إلى ترسيخ دعائم القطاع في الدولة من خلال إطلاق مشروعات عدة ومتنوعة وتكوين الخبرات، وتدريب المواهب، ودعم الصناعات المرتبطة بعلوم الفضاء.

وتم اختيار رائد الفضاء سلطان النيادي في يوليو 2022 للمشاركة في مهمة «سبيس إكس كرو 6» إلى محطة الفضاء الدولية في مهمة طويلة المدى تصل 6 شهور، بهدف إجراء سلسلة من التجارب والأبحاث المتقدمة، من أجل التوصل إلى نتائج علمية مهمة حول الفضاء الخارجي، بالإضافة إلى مشاركته في برنامج توعوي وتثقيفي.

برنامج ملهم

ويستهدف برنامج «الإمارات لرواد الفضاء» الذي أطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء، تأسيس البنية التحتية لقطاع الفضاء الإماراتي، حيث يعد من أكثر البرامج إلهاماً وتلبية لطموحات الشباب أصحاب القدرات المتفردة على المستوى العلمي والمهارات الشخصية، كما يعد أحد المشروعات التي يديرها برنامج الإمارات الوطني للفضاء، ويموله صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع لهيئة تنظيم الاتصالات «TRA»، والذي يهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن تعزيز تكامل الدولة على الصعيد العالمي، فيما يجسد إعداد الإمارات لرواد الفضاء، رؤية قيادة الدولة بتمكين الشباب نحو تصميم الـ50 عاماً المقبلة، وصولاً إلى مئوية الإمارات 2071 وبناء اقتصاد المعرفة في مجتمع المستقبل الذكي القائم على الابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي.

وتقدم لـ «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» منذ إطلاقه قبل 6 سنوات في عام 2017 وخلال نسختيه 8327 إماراتياً بدأوا رحلة الاختبارات، وصولاً لاختيار الأفضل من بينهم ليحمل لقب «رائد فضاء إماراتي»، حيث أسفرت الدفعة الأولى من البرنامج، اختيار رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي، ومن ثم انطلاق مهمة «طموح زايد 1» وبدء مهمة المنصوري التي استغرقت 8 أيام إلى محطة الفضاء الدولية، والتي تمت في الفترة من 25 سبتمبر إلى 3 أكتوبر 2020، وشهدت إجراء 30 تجربة علمية، فيما شهدت الدفعة الثانية من البرنامج التي أطلقت في ديسمبر 2019، الإعلان عن اثنين من رواد الفضاء الإماراتيين الجدد، بينهما أول رائدة فضاء عربية، وهما: نورا المطروشي ومحمد الملا.

إقبال كبير

وحظيت الدفعة الأولى من «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» بإقبال كبير، حيث بلغ عدد المتقدمين للبرنامج في نسخته الأولى 4022 شخصاً، وبلغ عمر أصغر متقدم 17 عاماً، والأكبر 67 عاماً، فيما وصل عدد تخصصات المتقدمين إلى 38، شملت الهندسة، الطيران، الطب، القطاع العسكري، وإدارة الأعمال، حيث تم ترشيح 95 شخصاً تم اختيار 39 منهم في مرحلة لاحقة، ووصلوا إلى 18 مترشحاً ثم 9، وصولاً للإعلان عن أسماء هزاع المنصوري وسلطان النيادي اللذين أصبحا أول رائدي فضاء إماراتيين.

وأطلق مركز محمد بن راشد للفضاء الدفعة الثانية من برنامج «الإمارات لرواد الفضاء» ديسمبر 2019، لتبدأ اختبارات المتقدمين، فيما أظهرت هذه النسخة، إقبالاً متزايداً في أعداد الراغبين في الالتحاق بالبرنامج، حيث وصلت أعداد المتقدمين للدفعة الثانية إلى 4305 متقدمين، وسجل متوسط أعمار المتقدمين 28 عاماً من إجمالي المتقدمين لهذه الدفعة، حيث بلغ أصغرهم 11 عاماً، وأكبرهم سناً في عمر الـ60 عاماً، وصولاً لاختيار رائدي فضاء جديدين، هما أول رائدة فضاء عربية، نورا المطروشي ومحمد الملا، وبذلك أصبح للإمارات فريق وطني مكون من 4 رواد فضاء.

فريق وطني

وتلقى فريق رواد الفضاء الإماراتيون الـ 4: هزاع المنصوري وسلطان النيادي ونورا المطروشي ومحمد الملا، خلال أكثر من عامين وأكثر مضت، تدريباتهم المحترفة والمتقدمة في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة «ناسا»، والتي تضمنت إجراء المهمات الروتينية التي يقوم بها الرواد على متن محطة الفضاء الدولية، مثل تشغيل والتعامل مع أنظمة الحواسيب، وتخزين المعدات وتحديد مواقعها.

وشملت كذلك التواصل مع المحطات الأرضية، وصيانة وتركيب المعدات وإصلاحها، فضلاً عن دراستهم لعلوم الديناميكا الهوائية والفيزياء ووظائف الأعضاء، وأساليب متابعة سفن الفضاء، ودراسة كيفية عمل محركات الصواريخ وميكانيكا الطيران، بالإضافة إلى تدريبات مختبر الطفو المحايد، وهو أحد أهم الأساليب لتحضير الرواد لمهمات السير في الفضاء، وصولاً إلى تدريبات قيادة الطائرة النفاثة T-38، وتدريبات الذراع الروبوتية «كندارم 2» في وكالة الفضاء الكندية المخصصة، لالتقاط مركبات الشحن والعمل على مساعدة رواد الفضاء في مهام السير في الفضاء، والتعامل مع الحمولات الخارجية، وغيرها الكثير من التدريبات المتقدمة والمحترفة.

Email